الثورة – ترجمة رشا غانم
أذهل العلماء العالم بالكشف عن إنشاء أجنة بشرية اصطناعية في مختبر بدون بويضات أو حيوانات منوية، حيث يمكن أن يوفر الاختراق الذي حققه خبراء جامعة كامبريدج ومعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا قريباً رؤى ثاقبة حول حالات الإجهاض والاضطرابات الوراثية، ومع ذلك، فإن الأجنة الاصطناعية ليست مشمولة بالقوانين في المملكة المتحدة أو في معظم البلدان حول العالم – وتأتي مع قضايا أخلاقية وقانونية خطيرة.
نمت الأجنة البشرية الاصطناعية من الخلايا الجذعية الجنينية – خلايا بشرية خاصة لديها القدرة على التطور إلى أنواع خلايا مختلفة، من خلايا العضلات إلى خلايا الدماغ.
ومن جهته، أفاد البروفيسور جيمس بريسكو من معهد فرانسيس كريك:” من المهم أن تمضي الأبحاث في هذا المجال بحذر وشفافية”، موضحاً:” على عكس الأجنة البشرية الناشئة عن الإخصاب في المختبر، حيث يوجد إطار قانوني راسخ، لا توجد حالياً لوائح واضحة تحكم النماذج المشتقة من الخلايا الجذعية للأجنة البشرية، وهناك حاجة ملحة للوائح لتوفير إطار عمل لإنشاء واستخدام نماذج مشتقة من الخلايا الجذعية للأجنة البشرية”.
الجنين هو المرحلة المبكرة من تطور الحيوان الذي يستمر من بعد فترة وجيزة من الإخصاب حتى تطور أجزاء الجسم، عندما يصبح جنيناً، في حين أن الأجنة ليس لديها بدايات دماغ أو قلب ينبض، إلا أنها تشمل خلايا من شأنها أن تشكل المشيمة وصفار الكيس، ومع ذلك، من غير الواضح ما إذا كانوا سيستمرون في النضج إلى ما بعد المراحل الأولى من التطور.
أشار البروفيسور بريسكو إلى أن فريق كامبريدج وكاليفورنيا لم ينشر ورقة بحثية أو حتى طباعة مسبقة حول إنجازهم، لذلك لا يمكن التعليق بالتفصيل على الأهمية العلمية لهذه القصة، قائلاً:” على الرغم من أن الوقت مبكر جداً، إلا أن النماذج الاصطناعية للأجنة البشرية القائمة على الخلايا الجذعية لديها الكثير من الإمكانات، ويمكن أن توفر نظرة ثاقبة أساسية للمراحل الحرجة من التنمية البشرية”.
وبدورها، قالت الطبيبة إلديم أكرمان-الأستاذ المشارك في علم الجينوم الوظيفي بجامعة برمنغهام:” من الواضح أن هذا البحث يمكن أن يوفر فهماً أعمق لكيفية تشكل الأنسجة والأعضاء، مما قد يؤدي إلى تقدم في الطب التجديدي وعلاج اضطرابات النمو، ومع ذلك، فإن القدرة على فعل شيء ما لا يبرر القيام به، فيجب إنشاء أطر أخلاقية والحفاظ عليها بما يتماشى مع وجهة نظر العامة بشأن هذا الموضوع”.
هذا وتشبه الأجنة البشرية الاصطناعية للفريق الدولي الأكياس الأريمية – مجموعات من الخلايا المنقسمة ومرحلة مبكرة من الجنين، حيث تمت زراعة الأجنة إلى مرحلة تتجاوز 14 يوماً من النمو للجنين الطبيعي، وعلى الرغم من أن الفريق الدولي أشار إليها على أنها أجنة اصطناعية، إلا أنها ليست اصطناعية حقا لأنها لم يتم إنشاؤها من الصفر”، وفقاً للطبيبة أكرمان.
حيث وضحت د.أكرمان:” بدلاً من ذلك، فهي مشتقة من الخلايا الجذعية الحية التي تنشأ من جنين، فما يفعله العلماء هو زراعة خلية جذعية واحدة وتشجيع نموها إلى مجموعة منظمة من الخلايا التي، من الناحية النظرية، تمتلك القدرة على التطور إلى جنين قابل للزرع”، مضيفةً:” يشير هذا التقرير إلى أن هناك الآن دليلاً على أن الخلايا الجذعية الجنينية البشرية يمكن أن تصبح أجنة”.
وقال البروفيسور روجر ستورمي، كبير الباحثين في صحة الأم والجنين في جامعة مانشستر:” إن الأجنة الاصطناعية يمكن أن تقلل من الاعتماد على الأجنة البشرية الحقيقية للبحث، فيعتمد العمل على أساس متزايد باطراد من الأبحاث التي توضح أنه يمكن إقناع الخلايا الجذعية، في ظل ظروف مختبرية متخصصة للغاية، بتشكيل هيكل يشبه المرحلة الجنينية التي تسمى الكيسة الأريمية، ففي التطور الطبيعي، تعتبر الكيسة الأريمية بنية مهمة لأنه في هذا الوقت تقريباً يبدأ الجنين عملية الزرع في الرحم وتأسيس الحمل.”
وختم البروفيسور ستورمي:” يعمل المحامون وعلماء الأخلاق والعلماء في المملكة المتحدة حالياً على وضع مجموعة من الإرشادات الطوعية التي تضمن إجراء الأبحاث على الأجنة الاصطناعية بشكل مسؤول”.
المصدر – ديلي ميل