الثورة – كتب المحرر السياسي:
مازال برميل البارود في أوكرانيا يهدد بتفجير الأمن والسلم الدوليين في أوروبا والعالم، ومازالت واشنطن تصب الزيت فوق نار الأزمة علها تغرق روسيا بأزمات اقتصادية وأمنية كبرى، وتنشر الفوضى الهدامة في محيطها وفي منطقة أوراسيا برمتها لتبقى هي القطب الأوحد في هذا العالم، والمضي بسياسة التربع على عرشه والسيطرة على ثرواته ومقدراته.
ولواشنطن أهداف كثيرة أخرى فهي تريد غاز “السيل الشمالي” بشروطها، وشروط أوروبا معها، وتريدانه عنواناً آخر للضغط على روسيا في ملفات أخرى، وقد قرأنا منذ سنوات عن مخطط واشنطن لإشعال عدة جبهات تطوق بها روسيا في القرم، وفي القوقاز، وفي أوكرانيا، وفي آسيا الوسطى.
ولتحقيق أهدافها وجدت في النظام الأوكراني ضالتها، فاستخدمته لتحقيق خطواتها ضد روسيا، وكانت كييف خير منفذ لسياسة الحرب طويلة الأمد التي اعتمدتها أميركا.
واليوم يقوم نظام كييف برئاسة زيلنسكي بقيادة بلاده نحو مزيد من الموت والخراب في سياق هجومه المضاد وفي سياق تدريب الجيش الأوكراني في الدول الغربية، لمحاربة الجيش الروسي، وهو ما لقي معارضات وانتقادات في أوساط الشعب الأوكراني، الذي ألقى عليه باللوم والتسبب بمعاناته، وذكّره الكثيرين بالفظائع التي ارتكبها النازيون الأوكرانيون.
وفي التفاصيل تساءل أحد مستخدمي تويتر: “كم عدد الأرواح الأوكرانية التي ستزهق من أجل دعايتك وغرورك؟”، وأضاف آخر: “العالم ينتظر استقالتك.. لقد جلبت الموت والدمار لشعبك”.
وكتب آخر: “تدريب مئة جندي لاجدوى منه عندما يكون الآلاف قد قتلوا.. لقد فشل الهجوم المضاد، استسلامك غير المشروط فقط يمكن أن ينقذ ما تبقى من أوكرانيا”.
وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز” سيكون من الصعب على القوات الأوكرانية اختراق خط الدفاع الأول الروسي، لأن جيش النظام الأوكراني فقد كمية هائلة من المعدات الرئيسية، وجاء في أحد المقالات: “يقاتل الروس في مواقع معدة جيداً وقد جمعوا كمية كافية من ذخيرة المدفعية، علاوة على ذلك، لديهم الكثير من الطائرات المسيرة”.
ولم يحقق الهجوم الأوكراني، الذي توقعه المؤيدون الغربيون، سوى القليل من النجاح لكييف، على الرغم من أنه مستمر منذ أسبوعين حتى الآن، حيث يصعب على جيش زيلنسكي اختراق خطوط الدفاع الروسية، المحمية “ببحر من الألغام” وبالمدفعية الثقيلة والطائرات المسيرة.
ويقول محللون عسكريون: “إنه أمر صعب حقاً.. لقد تم تدمير الكثير من المعدات الأوكرانية المصممة لاختراق الدفاع، لذا فإن المرور بكل هذه الألغام سيكون تحدياً حقيقياً.. وهذا هو الخط الأول من التحصينات”.
وأشار آخرون إلى أن هذا التهديد البري ليس المشكلة الوحيدة التي تواجه القوات الأوكرانية، حيث تتعرض لنيران مكثفة من مروحيات وطائرات مسيرة روسية، دون امتلاك القوة الجوية المناسبة لحمايتها.
وفي هذا السياق ضربت الطائرة المسيرة الانتحارية “بريفيت-82” خلال الاستخدام القتالي الأول معقل القوات الأوكرانية في منطقة العمليات العسكرية الخاصة، حسب مكتب التصميم “أوكو”.
وكانت المسافة من موقع الإطلاق إلى المعقل المستهدف للقوات الأوكرانية نحو 12 كيلومتراً.. واستخدم الجيش تقنية “السيطرة”.
وقال مكتب التصميم لوسائل إعلام روسية: “هذا هو جهازنا الأول الذي استخدمناه لأغراض قتالية، وكان أول استخدام له ناجحاً”.
وأكد مبتكرو الطائرة أن لها ميزة فريدة، وأن تقنية “السيطرة” نفسها تم تطويرها في “أوكو”، ولم يتم استخدامها من قبل، يمكن للمشغل الموجود في منطقة استخدام الطائرة المسيرة التحكم في الطائرة التي تم إطلاقها.
وفي الوقت نفسه، تحلق الطائرة في وضع الصمت اللاسلكي، أي لا يتم اكتشافها بواسطة وسائل الحرب الإلكترونية للعدو. علاوة على ذلك، يتحكم المشغل بالطائرة، باستخدام جهاز التحكم عن بعد، ويذهب إلى الهدف، بالقرب من خط الاشتباكات.
وحلقت الطائرة المسيرة مسافة 12 كم من موقع الإطلاق إلى الهدف.. أقصى مدى طيران لها 30 كم، وسرعتها 140 كم / ساعة.. يمكن أن تحمل حمولات تصل إلى 5.5 كغ.
باختصار كل المؤشرات تدل على عدم نجاح كييف في هجومها المضاد، واستمرارها في تنفيذ سياسات أميركا الرامية لتحقيق أهدافها ومصالحها ضد روسيا، وقد وجدت في النظام الأوكراني ضالتها، فاستخدمته لتحقيق أطماعها في منطقة “أوراسيا” بكاملها.
