الثورة – ترجمة ختام أحمد :
في اليوم الأول من آذار 2022 ، شاهد زوار الصفحة الرئيسة لصحيفة نيويورك تايمز عنوانًا رئيساً يقول: حاجز الصواريخ يقتل المدنيين. كان ذلك الخبر نوعا من الأخبار العاجلة التي كان من الممكن أن تشير إلى عدد لا يحصى من الهجمات الصاروخية الأمريكية وغيرها من الهجمات العسكرية خلال العقدين الماضيين، والتي تتحدث عن مقتل مدنيين في أفغانستان وباكستان والعراق وسورية وأماكن أخرى. لكن عمليات القتل هذه للحرب على الإرهاب لم تكن مؤهلة لعناوين رئيسة ضخمة.
وبعد عدة أيام بدأت صحيفة التايمز بنشر الأخبار الكاذبة عن الحرب الروسية في أوكرانيا وأخذت تنشر عناوين متناقضة في جميع العواصم حول الحرب، وخلال أقل من شهر كان هناك 14 خبراً كاذباً وعلى الصفحة الأولى للصحيفة تدور بشكل أساس حول وفيات المدنيين نتيجة للعملية العسكرية الروسية خلال فترة مماثلة، بعد غزو الولايات المتحدة للعراق، نشرت صحيفة التايمز خبراً واحداً فقط عن مقتل مدنيين على يد الجيش الأمريكي على الصفحة الأولى.
ولم يتطرق الإعلام الأمريكي لأي مذبحة للمدنيين التي قام بها الجيش الأمريكي في كل من العراق وسورية وأفغانستان، وابتعدت كل البعد عن التغطية الإعلامية لما يقوم به جيش بلادها من فظائع القتل والتهجير للمدنيين .
لقد انتهكت الولايات المتحدة بوقاحة القانون الدولي وعبرت الحدود واستمرت في استخدام القوة المميتة الهائلة.
على الرغم من ادعائهم بحرية الصحافة في الولايات المتحدة إلا أن عدداً قليلاً جداً من الصحفيين المشهورين في المهنة أبدوا استعداداً للابتعاد عن الروايات الرسمية لواشنطن عن الحرب، فقد تم شحذ وتعبئة المواطن الأمريكي لهزيمة أعداء بلادهم المزعومين.
لا توجد حرية صحافة في بلاد تدعي الحريات والانفتاح الإعلامي، فالأجراس تقرع والأضواء تسلط، حسب القرار السياسي، وكانت وسائل الإعلام الأمريكية تعمل بشكل كامل مع التقارير المتعاطفة والمؤثرة حول أوكرانيا عبر التلفزيون والراديو والمطبوعات ووسائل الإعلام عبر الإنترنت، ولم يشاهد هذا الإعلام الأمريكي تلك الصواريخ والقنابل والمجازر التي قام بها الجيش الأمريكي في المراكز السكانية وبين المدنيين على مدى العقدين الماضيين، وعلى العكس من ذلك قام بتعزيز ودعم أجندات الحرب بحجة نشر الديمقراطية والحرية في العالم التي لا يملكون منها شيئا.
المصدر: أنتي وور