الثورة – رفاه الدروبي:
حملت أناملهم الحس المرهف، عاكسة أجمل المعاني من خلال ريشة راحت تبثُّ مافي مكنوناتها من حبٍّ عامر بالمعاني الدافقة المتجلِّية ضمن معرض لفنانين تشكيليين أبدعوا لوحات ومنحوتات من أغلب المحافظات، حملتها جدران صالة الشعب للفنون التشكيلية بدمشق.
رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين عرفان أبو الشامات أشار إلى أنَّ المعرض السنوي شارك فيه ٥٣ عملاً من ١٤ فرعاً بالقطر، ولكل فنان لوحة، لافتاً إلى أنَّ المعرض يُقدِّم ما ابتكره الفنانون خلال العام على أن تكون اللوحة غير معروضة سابقاً.
وعن أهميّة المعرض بيَّن عرفان أبو الشامات بأنَّه تقليدٌ سنويٌّ لكَّنه أصبح هاجساً لدى الفنانين كي يثبتوا ارتقاء هواياتهم وإثبات جدارتهم وابتكاراتهم، ذاكراً بأنَّ الفن يزدهر كي يواكب الحركة العالمية، فالحضارات والتقدم العالمي يزدهر بالفنون جمعاء كالفن التشكيلي والموسيقا وغيرهما، ويُعبِّر عن تقدُّم البلدان رغم أنَّ الفن التشكيلي يتضمَّن خمسة اختصاصات منها: الإعلان والعمارة الداخلية والحفر والتصوير والنحت. وتقاس الحضارة من خلال الأوابد التي يبتكرها الفنانون، فكل بلد له رمزيته بأوابده المُشادة والمُعبِّرة عن مدى حضارته ورقيِّه، مركِّزاً على ضرورة تشجيع الجهات العامة والخاصة لاقتناء اللوحات بهدف الارتقاء بالفن التشكيلي السوري.
أمين سر اتحاد الفنانين التشكيليين غسان غانم أشار إلى أنَّ الفنانين طرقوا باب مدارس انطباعية وسريالية وتكعيبية في المعرض السنوي بصالة الشعب حملتها جدرانها لكبار الفنانين أمثال فاتح المدرس ونذير نبعة وحيدر يازجي أنفسهم أنشؤوا الصالة.
الفنانة تغريد الشيباني جسَّدت في لوحتها المشاعر الرائعة للشاعرة ليلى الأخيلية عندما ترجمت قصة حبٍّها الصادقة لقيس بن الملوَّح، وربطت بينها وبين القصص العالمية بأسلوب تكعيبي وألوان زيتية، واضعة في أسفلها بعض الزخارف المُعبِّرة عن خط الحياة والموت ضمن دائرة كونيَّة تعني بأن الحياة مستمرة. ورأت أنَّ قصص الحبّ مهما مرَّ عليها الزمن تبقى وتدوم، مُنوِّهةً بأنَّ الربط ذاته كان بين الحكايات الغربية والقصص العربية عبر التاريخ التليد. ومعانيها السامية ظهرت من خلال اللون الأزرق كونه لون السلام والهدوء النفسي والطمأنينة فالحب يمدُّ الإنسان بالاستقرار والألفة، مُبيِّنةً بأنَّ وحدة الألوان تمنح المُتلقِّي وحدة الإحساس.
من جهتها من ريف دمشق الفنانة سوسن محمدية بيَّنت بأنَّها شاركت بلوحة طبيعة صامتة تحتوي على أوانٍ فخارية وفواكه وغطاء أبيض، مُؤكِّدةً أهمّية الظلِّ والنور من خلال طبيعة اللون وكان رامبراند مُتمرِّساً بالظل والنور، فالإضاءة تلعب دوراً كبيراً. العجينة اللونية المستخدمة والتناغم اللوني الموجود في اللوحة بين الخامات وما ينعكس عليها من اللونين الأصفر والأحمر وبنفس الوقت انعكاس الأحمر على القماش ما أعطاها جمالاً لوناً، كما نوَّهت الفنانة سوسن بأنَّها رسمت لوحتها بالألوان الزيتية وبأسلوب واقعي، مُركِّزةً على العمل من زاوية خاصة تعكس جمال نظرة الفنان وتفرّدها.
بينما أردفت خريجة كلية الميكانيك وتصميم الأزياء جميلة كاترينا بأنَّها رسمت لوحة عنوانها «الأم»، جسَّدت فيها والدتها مُبرزةً ضحكتها الساحرة بألوان زيتية ممزوجة بأخرى، إضافة إلى منحوتة تعبِّر عن مجموعة وجوه سمتها «حصاد الأرواح» تعكس حالة السوريين، وما ألمَّ بهم من الحرب الطاحنة المدمِّرة والمخلِّفة للشهداء، ثمَّ أعقبها الزلزال، مؤكِّدةً استخدامها لمواد من الطين مزجتها بأخرى على مبدأ الصلصال. وخاتمة العمل لوَّنت عجينته بعدة ألوان مناسبة، فالمنحوتة تُمثِّل ذكرياتها بثلاثة عقود كوَّنتها من الأوراق والحديد.
بدورها الفنانة نغم نصر من السويداء أشارت إلى أنَّها قدَّمت عملاً تجريدياً يُعبِّر عن حالة الإنسان ومعاناته اليومية، مستخدمة تقنية الكولاج والحفر والطباعة لإبراز الفكرة كي تساعد على التعبير عن مكنوناتها النفسيَّة باعتبارها خريجة كلية الفنون الجميلة اختصاص غرافيك.