“غلوبال تايمز”: الأمن ذريعة واشنطن لخداع العالم

الثورة – ترجمة ميساء وسوف:

“ينس ستولتنبرغ” الأمين العام الحالي لحلف الناتو، سيبقى في منصبه لعام آخر، ويأتي ذلك في الوقت الذي فشل فيه التحالف العسكري عبر الأطلسي في العثور على أمين عام آخر يرضي الجميع، وقد تم إعادة انتخابه بالفعل وتمديد ولايته ثلاث مرات، وستكون هذه ولايته الرابعة.
على خلفية الصراع الروسي الأوكراني الجاري، فإن كتلة المرشحين الآخرين واختيار ستولتنبرغ يُظهر الاختلافات التي لا يمكن إخفاؤها داخل الناتو والسيطرة الأمريكية المشددة عليه.
وكان من بين المرشحين المحتملين رئيسة وزراء الدانمارك ميته فريدريكسن ووزير الدفاع البريطاني بن والاس، ويبدو أن فريدريكسن تلبي متطلبات بعض الحلفاء الأوروبيين كأول قائدة محتملة ومن خلال كونها من الاتحاد الأوروبي.
لكن دول الناتو الواقعة على الجانب الشرقي من الحلف أرادت أن يتولى شخص من منطقتها زمام الأمور في محاولة للتأكيد على موقف أكثر صرامة ضد روسيا.
أما بالنسبة إلى والاس، فقد أراد عدد من حلفاء الناتو رئيساً سابقاً لدولة أو حكومة، وأصرت فرنسا على شخص من إحدى دول الاتحاد الأوروبي إذ أنه من الواضح أن المملكة المتحدة لم تعد دولة عضواً في الاتحاد الأوروبي والمفتاح هو أن والاس لم يحصل على دعم الولايات المتحدة، حيث قال مصدر دفاعي لشبكة سكاي نيوز: “بايدن لم يرغب في دعم المملكة المتحدة.
كما جاء في مقال في صحيفة ديلي ميل: إن عملية تعيين رؤساء الناتو تتم خلف أبواب مغلقة، وهي سياسية للغاية بين الدول الأعضاء البالغ عددها 31 دولة.
يسلط الجدل الدائر حول منصب الأمين العام الجديد الضوء على أن الناتو ليس موحداً، قال سونغ تشونغ بينغ، الخبير العسكري الصيني، لصحيفة غلوبال تايمز: إن الخلاف الأخطر داخل الناتو هو ما إذا كان يتعين على الدول الأعضاء في الناتو دفع ثمن أمنها القومي أو مصالح الهيمنة الأمريكية العالمية، فالناتو تحالف عسكري، لكن دور الأمين العام له هو دور سياسي بدرجة أكبر ولا توجد إجراءات رسمية لاختياره، حيث يتوصل أعضاء الناتو تقليدياً إلى إجماع حول من يجب أن يخدم بعد ذلك.
قال شين يي الأستاذ في كلية العلاقات الدولية والشؤون العامة بجامعة فودان: إن الأمين العام بحاجة إلى الحفاظ على الحياد بين الولايات المتحدة وأوروبا في الشكل، ولكن في الواقع، تسيطر الولايات المتحدة عليه بشكل فعال، فهو لا يمكن أن يعارض قرارات واشنطن تحت أي ظرف من الظروف، فالولايات المتحدة هي سيد أكثر من كونها زعيمة لحلف شمال الأطلسي، ولا يمكن لأحد أن يصبح رئيساً لحلف الناتو ما لم يتم قبوله من واشنطن.
قال سونغ: في نظر الولايات المتحدة، ستولتنبرغ وكيل مؤهل، وهذا هو السبب الذي جعل ستولتنبرغ الاختيار النهائي وكذلك الخيار الذي يُشعر واشنطن بالراحة وعدم القلق. إن ستولتنبرغ يطبق بحزم الموقف السياسي الذي تتبناه الولايات المتحدة في الصراع الروسي الأوكراني، وقد بذل كل الجهود الممكنة للتنسيق مع 31 دولة عضو في الناتو وحتى التنسيق مع دول خارج الناتو، مثل اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا، لتقديم المساعدة العسكرية والمالية لأوكرانيا.
ليس فقط فيما يتعلق بقضية روسيا وأوكرانيا، فقد أسعد واشنطن موقف ستولتنبرغ من الصين أيضاً، وفي قمة الناتو التي عقدت العام الماضي في إسبانيا، تم تحديد الصين لأول مرة على أنها تحد منهجي للأمن الأوروبي الأطلسي في المفهوم الاستراتيجي للناتو، وهذا يتزامن مع تعريف الولايات المتحدة للصين بأنها الخطر الأكبر على الأمن الأمريكي.
كما انتقد ستولتنبرغ في نيسان الماضي الصين لتعاملها مع الأمور المتعلقة بجزيرة تايوان وهونغ كونغ وبحر الصين الجنوبي والمراقبة الجماعية والإنترنت، واتهم الصين بالاستثمار في صواريخ نووية بعيدة المدى والمشاركة في مناورات مشتركة إلى جانب القوات الروسية.
يعتقد شين أن سبباً آخر لاختيار الولايات المتحدة لستولتنبرغ مؤخراً وهو اقتراب الانتخابات الأمريكية، فقد استثمرت الولايات المتحدة كثيراً في ساحة المعركة الأوكرانية لأكثر من عام، ما أدى بلا شك إلى تحويل الموارد التي كانت الولايات المتحدة تنوي استخدامها في الأصل، وأهمها المنافسة مع الصين.
قال سونغ إنه يجب على كل دولة إعطاء الأولوية لأمنها القومي، لكن الولايات المتحدة تستخدم الأمن كذريعة لخداع الدول الأخرى، وجعلها تدفع ثمن الهيمنة الأمريكية العالمية.
هذا هو السبب في أن بعض دول الناتو، مثل المجر وفرنسا وتركيا، لا ترغب في الخضوع للولايات المتحدة، ما أدى إلى عدم وجود توافق داخل الناتو بشأن القضايا الرئيسة، بما في ذلك اختيار الأمين العام ومسائل السياسة الرئيسة المتعلقة بالصين وروسيا.
المصدر – غلوبال تايمز

آخر الأخبار
المركزي يصدر دليل القوانين والأنظمة النافذة للربع الثالث 2024 تحديد مواعيد تسجيل المستجدين في التعليم المفتوح على طاولة مجلس "ريف دمشق".. إعفاء أصحاب المهن الفكرية من الرسوم والضرائب "التسليف الشعبي" لمتعامليه: فعّلنا خدمة تسديد الفواتير والرسوم قواتنا المسلحة تواصل تصديها لهجوم إرهابي في ريفي حلب وإدلب وتكبد الإرهابيين خسائر فادحة بالعتاد والأ... تأهيل خمسة آبار في درعا بمشروع الحزام الأخضر "المركزي": تكاليف الاستيراد أبرز مسببات ارتفاع التضخم "أكساد" تناقش سبل التعاون مع تونس 10 مليارات ليرة مبيعات منشأة دواجن القنيطرة خلال 9 أشهر دورة لكوادر المجالس المحلية بطرطوس للارتقاء بعملها تركيب عبارات على الطرق المتقاطعة مع مصارف الري بطرطوس "ميدل ايست منتيور": سياسات واشنطن المتهورة نشرت الدمار في العالم انهيار الخلايا الكهربائية المغذية لبلدات أم المياذن ونصيب والنعيمة بدرعا الوزير قطان: تعاون وتبادل الخبرات مع وزراء المياه إشكاليات وعقد القانون تعيق عمل الشركات.. في حوار التجارة الداخلية بدمشق بمشاركة سورية.. انطلاق فعاليات المؤتمر الوزاري الرابع حول المرأة والأمن والسلم في جامعة الدول العربي... موضوع “تدقيق العقود والتصديق عليها” بين أخذ ورد في مجلس الوزراء.. الدكتور الجلالي: معالجة جذر إشكالي... بري: أحبطنا مفاعيل العدوان الإسرائيلي ونطوي لحظة تاريخية هي الأخطر على لبنان عناوين الصحف العالمية 27/11/2024 قانون يُجيز تعيين الخريجين الجامعيين الأوائل في وزارة التربية (مدرسين أو معلمي صف) دون مسابقة