الثورة _ تقرير أسماء الفريح:
اقتحم أكثر من 1780 مستوطنا إسرائيليا اليوم المسجد الأقصى المبارك بحماية مشددة من قوات الاحتلال التي انتشرت بأعداد كبيرة في باحاته ومنعت مئات الفلسطينيين من دخوله . وذكرت وكالة وفا أن المستوطنين يتقدمهم الوزيران في حكومة الاحتلال المتطرفة إيتمار بن غفير و يتسحاق فسرلاوف إلى جانب عدد من أعضاء الكنيست وغيرهم اقتحموا الأقصى على شكل مجموعات من جهة باب المغاربة، وأدوا طقوسا عنصرية في باحاته. وكان آلاف المستوطنين اقتحموا منذ ساعات الفجر ساحة البراق ونفذوا جولات استفزازية بأزقة القدس القديمة فيما احتشد المئات منهم قبالة باب المغاربة قبيل اقتحام الأقصى تمهيدا لاستباحاتهم الجماعية للأقصى. واعتدت قوات الاحتلال على عشرات المصلين الفلسطينيين عند باب القطانين بعد منعهم بالقوة من دخول الأقصى كما اعتقلت 4 فلسطينيين من محيطه. ويتعرض الأقصى بشكل يومي لاقتحامات المستوطنين وبحماية سلطات الاحتلال في محاولة احتلالية لفرض التقسيم الزماني والمكاني في ساحات قبلة المسلمين الأولى. وأكد الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن المحاولات الإسرائيلية لتغيير الواقع التاريخي والقانوني القائم في القدس أمر مرفوض ومصيره إلى الفشل مشددا على أن الأقصى المبارك حق خالص للمسلمين فقط والقدس الشريف والمقدسات خط أحمر لا يمكن السماح بالمساس به إطلاقا. وأوضح أن إقدام المتطرفين على اقتحام الأقصى بقيادة بن غفير هو استفزاز لمشاعر المسلمين حول العالم وتحدٍ سافر للشعب الفلسطيني، وسيؤدي إلى المزيد من تفجر الأوضاع وتتحمل نتائجه الخطيرة سلطات الاحتلال التي توفر الدعم والحماية لهذه الاعتداءات المتواصلة بحق الأرض والشعب والمقدسات الفلسطينية. وشدد على أن الإدارة الأميركية تتحمل مسؤولية ما يحدث من انتهاكات بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس جراء صمتها ورفضها الضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي، لوقف عدوانها وجرائمها والالتزام بما أقرته الشرعية الدولية. بدورها ,أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن اقتحام اليوم يعد غطاءً إسرائيليا رسميا للاقتحامات المتواصلة ولما يتعرض له المسجد الأقصى من مخططات تهويدية وفرض تغييرات قسرية على واقعه التاريخي والقانوني القائم كجزء لا يتجزأ من عمليات تهويد القدس وتغيير هويتها وتفريغها من أصحابها الأصليين مطالبة بتدخل دولي عاجل لحماية القدس ومقدساتها وفي مقدمتها الأقصى وحثت الإدارة الأميركية على ترجمة مواقفها إلى أفعال تجبر كيان الاحتلال على وقف إجراءاته أحادية الجانب غير القانونية. من جانبه , حذر رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح من تكرار قيام المتطرفين الإسرائيليين بإحراق المسجد الأقصى أو هدمه داعيا أبناء الشعب الفلسطيني ومن يستطيع الوصول إلى المدينة المقدسة إلى التوجه لحماية الأماكن المقدسة والدفاع عن المسجد الأقصى. من ناحيتها ,قالت وزارة شؤون القدس إن إقدام المتطرف بن غفير على اقتحام المسجد الأقصى للمرة الثالثة هو استفزاز مقيت ومرفوض ومدان لمشاعر المسلمين حول العالم مضيفة أن ما جرى منذ ساعات الصباح الباكر في الأقصى هو بمثابة استباحة من مسؤولي حكومة الاحتلال وأنصارها من المستوطنين المتطرفين الذين لا يُخفون مخططاتهم الخبيثة ضد المسجد ويسعَون إلى نسف الوضع القانوني والتاريخي القائم من خلال انتهاك حرمته عبر الاقتحامات وأداء الطقوس الاستفزازية في باحاته. وشددت على أن المسجد الأقصى للمسلمين وحدهم وانتهاكات الاحتلال وأعوانه فيه لا تمنحهم أي حق أو مكان فيه. وفي القاهرة ,أدانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية اقتحام مسؤولين متطرفين في حكومة الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنين مستعمرين للأقصى المبارك مع مصادرة مفاتيح مسجد قبة الصخرة محذرة من تبعات هذا الاقتحام “الخطير والمدان “. وأكدت الأمانة العامة للجامعة العربية في بيان لها اليوم أن تكرار اقتحامات مسؤولي الحكومة الإسرائيلية والمستوطنين المستعمرين للمسجد الأقصى استفزاز لمشاعر المسلمين حول العالم، وانتهاك للمواثيق والقوانين الدولية كافة، ويأتي في إطار السياسة الممنهجة لحكومة الاحتلال لمحاولة تغيير الوضع التاريخي القانوني القائم في الأقصى المبارك، وفرض سياسة التقسيم الزماني والمكاني.