الثورة – كتب المحرر السياسي:
رغم محاولات التهدئة التي تبذلها بعض الدول للبحث عن مخارج للحرب الأوكرانية، وآخرها الاجتماع الذي دعت إليه السعودية، إلا أن بعض البلدان مازالت تسير بشكل أعمى خلف السياسة الأميركية، وهدفها هو تأجيج نيران الحرب ومحاولة توسيعها لتشمل الإقليم برمته.
فمن خلال تطورات الأحداث المرافقة للحرب، ظهرت بولندا كرأس حربة في الصراع ضد روسيا، ومن خلال سلوكياتها تجاه الأزمة بين موسكو وكييف اتضح حجم العداء الكبير الذي تختزنه الذاكرة البولندية تجاه روسيا ومن يتحالف معها، كما أظهرت هذه السلوكيات الدعم الأعمى لنظام كييف في حربه ضد الدولة الروسية.
واليوم تواصل بولندا اللعب بنار الحرب في أوكرانيا مع نيات واضحة لإرسال تعزيزات كبيرة إلى الحدود مع بيلاروسيا، تحت ذرائع وحجج كثيرة، حيث قال وزير الدفاع البولندي، ماريوس بلاشتشاك، في مقابلة إذاعية، إن بولندا تعتزم نشر 10 آلاف جندي شرقي البلاد لحراسة الحدود مع بيلاروسيا.
وصرَّح الوزير بلاشتشاك: “سيكون هناك نحو 10 آلاف جندي على الحدود، 4 آلاف سيدعمون حرس الحدود بشكل مباشر، و6 آلاف سوف ينتشرون في المنطقة”.
وذكرت وزارة الدفاع البولندية، في وقت سابق، أن القائد العام لدائرة الحدود في البلاد، توماس براها، توجه يوم الاثنين الماضي، إلى وزارة الدفاع الوطني بطلب لنقل ألف جندي آخر إلى الحدود البولندية البيلاروسية، حيث يوجد في الوقت الحاضر ألفا جندي بولندي على هذه الحدود.
وفي الأسبوع الماضي، زعمت وزارة الخارجية البولندية أن طائرتي هليكوبتر بيلاروسيتين انتهكتا المجال الجوي للبلاد، وبعد ذلك أمر وزير الدفاع في البلاد بزيادة عدد القوات على الحدود مع بيلاروسيا.
وأوضحت وزارة الدفاع البيلاروسية أن الاتهامات بانتهاك المروحيات البيلاروسية للحدود البولندية بعيدة عن الواقع، ووجهتها القيادة العسكرية السياسية البولندية لتبرير حشد القوات والوسائل بالقرب من الحدود البيلاروسية.
كما أشارت الوزارة البيلاروسية إلى أنه “في الصباح، طمأنت القيادة العملياتية للقوات المسلحة البولندية السكان بتصريحات مفادها أن الرادارات البولندية لم تسجل انتهاكات لحدود الدولة، وبحلول المساء، على ما يبدو بعد التشاور مع أسيادها في الخارج، أبلغوا بالفعل أن عبور الحدود حدث على ارتفاع منخفض للغاية، ما أعاق الكشف بواسطة أنظمة الرادار”، بعد هذا الحادث، نقلت وزارة الدفاع البولندية أيضاً طائرات هليكوبتر قتالية إلى الخدمة على الحدود.
كل هذه الأحداث والمؤشرات تؤكد أن العديد من الدول ومنها بولندا مازالت تدور في فلك السياسة الأميركية العمياء وتنفذ أوامر واشنطن التي تسعى لإطالة الحرب في أوكرانيا ومحاصرة روسيا بنيرانها وإنهاكها اقتصادياً دون أن تدرك تلك البلدان أنها تضرُّ بمصلحة شعوبها وشعب أوكرانيا قبل الإضرار بروسيا نفسها.
