الثورة:
استطاع علماء بجامعة سيتشينوف الروسية إعادة السمع لصغيرة شنشيلا (نوع من القوارض يشبه الأرنب) صماء باستخدام غرسة ثلاثية الأبعاد.
فقد أجرى متخصصون عملية جراحية تجريبية لاستعادة قدرة الحيوانات على السمع، فقاموا بطباعة نسخة من طبلة الأذن باستخدام طابعة بيولوجية وزرعوها في أذن صغيرة شنشيلا صماء؛ حيث أن طبلة أذنها مشابهة في خصائصها لطبلة أذن الإنسان.
إن التكنولوجيا الجديدة ستسمح في المستقبل القريب بإعادة السمع إلى البشر.
فقد وضح الدكتور ميخائيل سفيستوشكين المساعد بقسم أمراض الأذن والأنف والحنجرة الذي أجرى العملية «يمكن أن تكون الجروح وعواقب الأمراض المعدية، بما في ذلك على سبيل المثال التهاب الأذن الوسطى القيحي المزمن، الذي يصيب ملايين الناس في العالم من بين أسباب انثقاب الغشاء الطبلي، والآن تم حل هذه المشكلة جراحيا حيث يستخدم الغضروف واللفافة. ويتم قطعهما بطريقة معينة، ولكن مثل هذا الزرع لا يتجذر دائما، ما يسبب تكرار العملية. إضافة إلى ذلك، لا تُخصص الأنسجة المستخدمة في مثل هذه التدخلات الجراحية لتوصيل الصوت، ولن تكون قادرة على الحفاظ على الاهتزازات، مثل طبلة الأذن الحقيقية، وبالتالي لا يمكن أن يدور الحديث عن استعادة السمع كاملا بمساعدة مثل هذه العمليات».
وفي هذا الاطار، طوّر علماء معهد الطب التجديدي بالجامعة نظيرا لطبلة الأذن استنادا إلى أجسام شبه كروية ككرات للخلايا، وتعلموا كيفية طباعة الغشاء بواسطة طابعة ثلاثية الأبعاد. إذ انه في حال هذا الزرع ليست هناك حاجة لاستخدام أنسجة المريض، أما عملية الزرع نفسها فهي أقل استثارة للصدمة وأسرع من العملية التقليدية.
من جانبها، أفادت الباحثة بالمعهد بأن «غرساتنا الحيوية للغشاء الطبلي تتكون من عدة أجزاء؛ أولها غشاء كولاجين نستخدمه كورقة حيوية، أي كركيزة نطبع عليها. وثانيها الحبر الحيوي، بصفته المادة التي نطبع بها هذه الغرسات بطابعة بيولوجية ثلاثية الأبعاد. فيما يحتوي الحبر على البوليمرات الحيوية الجيلاتينية والفيبرين، بالإضافة إلى مكون خلوي على شكل أجسام شبه كروية من الخلايا اللحمية البشرية، فتقوم الغرسة بتشغيل عملية تجديد غشاء الطبلة؛ العملية التي تستمر حوالى الشهر. وتتحلل ركيزة الكولاجين تدريجيا. أما الأجسام شبه الكروية فتحفز عمليات الاسترداد، ونتيجة لذلك يتم استبدال الغرسة بنسيج جديد».