تزامن المونة مع الموسم الدراسي.. خبيرة اقتصادية: الحبوب والمنتجات الزراعية منقذ الأسرة أمام تكاليف وأعباء ارتفاع الأسعار
رولا عيسى
توقيت واحد لموسمي المونة والعام الدراسي، وتشكل كلتا المناسبتين أعباء إضافية على كاهل الأسرة، وما يزيد الأمر صعوبة تضاعف الأسعار والتكاليف الكبيرة لحاجات تعتبر مهمة وضرورية في ميزان الأسرة بظل الصعوبات المعيشية وضعف القدرة الشرائية.
منقذ للأسرة
تقول الدكتورة سلوى شعبان الباحثة في مجال التنمية والاقتصاد أنه كما كل عام يتزامن تأمين المونة المنزلية للأسرة مع موسم افتتاح المدارس والجامعات، ويبدأ معها الانهماك الأسري في التدبير والتماشي مابين احتياجات الأبناء المدرسية والأقساط المالية ،ومابين المونة السنوية والتي تعتبر من الأساسيات الاقتصادية الغذائية التي تعتمد عليها الأسرة في فصول السنة المتنوعة، والتي تحد من الهدر والتشتت في الاختيار، فمختلف المواد المخزنة من حبوب ومنتجات زراعية أخرى وبعض من الأطعمة تتعلق بتراثنا وتقاليدنا وهي مهمة للتغذية والتي تكون بمثابة المنقذ لربة المنزل في حيرتها بموضوع الطبخ واختيار وجبات الطعام لأفراد أسرتها.
تذبذب
وتضيف: غالباً ما تقوم الأسرة بشراء المواد الأولية من الأسواق بكميات مدروسة حسب الحاجة وبأسعار الجملة، لكن ذلك يصطدم الآن بواقع الحال بارتفاع صادم للأسعار يكاد لايتماشى مع الوضع المعيشي للأفراد ورواتبهم المنخفضة، فالتجار يرفعون الأسعار وفق الحركة المالية المتحركة بسرعة وبشكل مفاجئ ناهيك عن الارتفاع العالمي والتذبذب بسعر الصرف،فكل المواد ترتفع أسعارها يوميا مابين اللحظة والأخرى، في وقت يتطلب من ذوي الدخل المحدود تأمين كل مايلزم للأسرة ومهما كانت صعوبة الظروف.
تجاوبت مع الأسعار
وتؤكد شعبان أن اللباس المدرسي والقرطاسية والأحذية والأقساط الدراسية لرياض الأطفال والمدارس والمعاهد والجامعات كلها تجاوبت مع الارتفاع الكبير للاسعار فكانت الأسرة تتحدث عن تكاليف بآلاف الليرات في العام الماضي، أما الآن فتضاعفت التكاليف إلى مئات الآلاف، الأمر الذي يطرح التساؤل حول كيفية تخفيف العبء والثقل المتزايد مادياً وتوجيه الأنظار نحو المؤسسات الحكومية لتكون بأسعارها المدروسة والمخفضة هي الملاذ والحل الميسر للوقوف إلى جانب المواطن أمام التكاليف الكبيرة.
المنافسة
ورأت أن المنافسة بين الشركات الحكومية الوطنية وشركات القطاع الخاص والعروض التشجيعية بأسواق التسوق الموسمية التي تقام في كل محافظة ومدينة مطلوبة بكثرة بين الحين والآخر ومع تقديرنا لهذه الشركات والمؤسسات فلم تستطع تسجيل حضور قوي في السوق لتأدية دورها في التدخل الايجابي، وكسب رضا المواطن أثناء لجوئه للشراء منها بعيداً عن الاستغلال في الاسواق.
اقتصاد منزلي
ونوهت بضرورة أن تعتمد الأسرة الاقتصاد المنزلي فيما بين أفرادها ضمن المنزل الواحد وبين الأصدقاء والأقارب القائم على إعادة التدوير والتداول ما بين الأبناء في اللباس والأحذية والكتب وثمة أمثلة عديدة، إضافة إلى وجود مسؤولية من قبل أصحاب رؤوس الأموال والشركات الخاصة وميسوري الحال والمغتربين والجمعيات الأهلية لتقديم المساعدة بجميع أنواعها للتخفيف من الضغوطات الحياتية والتكاليف المرتفعة الثمن على كاهل الأسرة مشيرة إلى وجود أشكال متعددة من التكافل الاجتماعي كتقديم المنح الدراسية والمساعدات المالية للأسر في توقيت المدارس وكذلك تقديم مساعدات عينية مثقل القرطاسية والمستلزمات المدرسية.
وأشارت إلى ضرورة العيش ضمن صورة متكاملة من التكافل الاجتماعي بما يخفف تكاليف وصعوبة الحياة في ظل ظروف الأزمة الاقتصادية والحصار الاقتصادي الجائر الذي نعيشه منذ سنوات.