الثورة – لقاء عبد الحميد غانم:
رأى المحلل السياسي اللواء الدكتور حسن أحمد حسن أن ساحة الاشتباك الجديدة هي محاولة من الاحتلال الأميركي لتخفيف الضغط الذي استشعره مسبقاً، عندما علم أن جهوداً سورية وإيرانية وروسية تبذل لإخراجه، فبدأ يسوق معلومات عن حشود أميركية للمنطقة بالحديث عن استقدام ٣٠٠٠ جندي وحاملة طائرات وطائرات من نوع F22 وF32.
وقال الدكتور حسن: إن هذا جزء من حرب نفسية.. من حرب على الأعصاب على الوعي.. الولايات المتحدة ليست بحاجة لاستقدام قوات فأساطيلها منتشرة في المحيطات ويمكنها من استهداف أي نقطة متى تشاء، وبالتالي الغاية هي تأجيل ما بدأ يتبلور من إمكانية تحرك شعبي لإخراجها.
وأشار إلى أن “قسد” لم تستطع أن تقوم بوظيفتها ودورها الذي رسمه لها الاحتلال الأميركي، فكان الحديث الأميركي عن جيش للتخلص من مكون بعنوان “كردي”، لكن العشائر التي واجهت “قسد” وطردتها من القرى والبلدات بكل تأكيد هي مكون وطني سوري وضد الاحتلال، وإن حاول الاحتلال شراء ذمم البعض وتشغيله كعميل له، منوهاً بأن هذا ما نعول عليه، فهؤلاء يتحدثون بنفس وطني ويرفعون علم الوطن علم الجمهورية العربية السورية ويتحدثون عن وجود قوات الاحتلال بأنها قوات احتلال، هذا ما يمكن أن يبنى عليه.
وأكد الدكتور حسن أن هدف الاحتلال الأميركي اليوم من ضبط الاشتباك هو لإضعاف الطرفين (الذين يشغلهم من العشائر وقسد)، وليبقيا بحاجة إلى الاحتلال ويعودا إليه، والذي سيقرب من الطرفين للاحتلال المطلوب منه أن يكون أكثر ذلة وأكثر انبطاحاً ، والاحتلال ينصر مرة هذا الطرف على الآخر ، ومرة أخرى ينصر الطرف الآخر على الطرف الأول، وكما تخلى اليوم عن “قسد” يمكن أن يتخلى عن أولئك غداً.
وقال: بنهاية المطاف الإرادة السياسية هي إرادة أبناء المنطقة إرادة الانتماء.. لذلك فإن الروح الوطنية ومن يتحلى بها لن يرضى باستمرار الاحتلال وبنهب ثروات الوطن من نفط وغاز ومحاصيل زراعية، التي تحدث أمام أعين العالم في ظل صمت دولي مطبق، ولا أعتقد أن الولايات المتحدة قادرة على تحقيق هدفها، والذي استطاع أن يطرد “قسد” (الوكيل) قادر على طرد الاحتلال الأميركي (الأصيل).
وأشار الدكتور حسن إلى أن الولايات المتحدة في إطار التأثير النفسي ونشر الفوضى والرعب بين شعوب المنطقة تسعى إلى التهويل من خلال بث معلومات عن توتر للوضع الأمني في سورية وإشعال المنطقة من أجل السيطرة ومحاولة التأثير على قوى محور المقاومة وخاصة سورية وإيران وروسيا، ونوه بأن الشيء الخطير الذي لا تتحمله الولايات المتحدة وإدارتها أن ترى مشاهد نقل جثامين الجنود الأميركيين تعبر الأطلسي، وليست قادرة على تحمل ذلك، وكل ما تريده هو تأخير وتأجيل انطلاق مقاومة شعبية لإنهاء الاحتلال الأميركي ويضع حداً لممارساته ولجم اندفاعه.
واختتم بالقول: إن الولايات المتحدة لن تستمر إلى ما لا نهاية في مخططاتها، بل هي تحاول تصعيد الضغوط على سورية وشعبها في محاولة يائسة لتحقق هدفها بتقسيم سورية وتجزئتها جغرافياً وديموغرافياً وإضعاف الدولة والجيش فيها، بما يسهل عليها تحقيق هدفها، وهو أمر بعيد المنال لأن الشعب السوري وجيشه الباسل وقيادته وكل الشرفاء بمن فيهم العشائر المنتفضة سيواصلون الصمود بوجه كل التحديات مهما علت، ولن يسمحوا للمحتل أو الغازي النيل من سورية وسيادتها وكرامتها، فالحرة تموت جوعاً ولا تأكل بثدييها والشعب السوري يموت جوعاً ولا يخون وطنه.