ملحمة “داغستان بلدي” نداء القلب والقضيّة

الثورة – رنا بدري سلوم:
حبّه لبلده قضيته المقدّسة، صدّرها إلى العالم وليس إلى داغستان وحسب، شاعر الشعب الداغستاني “رسول حمزاتوف” كتب روايته “داغستان بلدي” ليلبي نداء القلب و”القلب لا يعرف قانوناً، أو الصحيح أن للقلب قوانينه التي لا تناسب الناس جميعاً”.
قصّة الرواية جاءت كردّة فعل على طلب أحد محرري المجلات بأن يحكي عن داغستان بجمالية طبيعتها جبالها وبحرها وحقولها، عن حضارتها وماضيها وشعبها، واشترط المحرر عليه ألا تتعدى هذه المقالة 9 أو 10 صفحات وأن تُكتب خلال 20 أو 25 يوماً، ويبدو أن هذا الطلب أغضب الشاعر حمزاتوف، وأثار قريحته الشعريّة فبدأ في كتابة روايته الحالمة حتى انتهى بملحمة تزيد عن خمسمائة صفحة أخذت منه سنوات طوال لكتابتها.
وقد رد حمزاتوف على رسالة المحرر فكتب ” فيما مضى كان أهل الفتاة لا يسألونها رضاها حين كانوا يزوّجونها، كانوا يضعونها بكل بساطة أمام الأمر الواقع. هكذا فعل صاحبنا محرر المجلة قرر كل شيء نيابة عني، ولكن هل قررت أنا أن أتحدث عن داغستان في تسع صفحات وفي فترة عشرين يوماً !!
إنها رواية شاعريّة تجمع كل أنواع الفنون النثر الشعر و القصة بل الرسم بحروف تختصر العالم نقرأ أسلوب ماتع يشدنا إلى الدهشة والحلم، وقد اخترت من الرواية هذه السطور الآسرة التي تصف مسقط رأسه قرية اسمها “تسادا” كتب فيها
” ولتغفر لي طرقات أميركا العريضة، أرصفة باريس، وحدائق إنكلترا، وجبال سويسرا، لتغفر لي نساء بولونيا واليابان وروما. لقد نعمت بالنظر إليكن، لكن قلبي يخفق بهدوء، وإذا كان خفقه قد ازداد، فليس بالقدر الذي يجف فيه فمي ويدور رأسي. فلماذا خفق قلبي الآن في صدري، حين رأيت من جديد هذه البيوت السبعين التي تأوي إلى سفوح الجبل، فغاصت عيناي ودار رأسي كأني مريض أو سكران؟ هل هذه القرية الداغستانية الصغيرة أروع من البندقية أو القاهرة أو كالكوتا؟ وهل الفتاة الآفارية التي تسير في الطريق الجبلي الضيق وهي تحمل حزمة حطب أروع من السكندنافية المشيقة؟ أي تسادا ! ها أنا أهيم في حقولك، وندى الصباح البارد يغسل قدمي المتعبتين. ثم لا أغسل وجهي بمياه السواقي الجبلية، بل بماء الينابيع. يقال: إذا أردت أن تشرب، فاشرب من العين. ويقال أيضاً: ووالدي كان يردد هذا: يمكن للرجل أن يرجع في حالتين: ليشرب من العين، وليقطف زهرة. وأنت عيني، يا تسادا. ها أنا ذا أركع أمامك وأنهل من ينابيعك، فلا أرتوي. ما إن أرى حجراً حتى يتراءى لي فوقه طيف شفاف. هذا الطيف هو أنا”.
حلم تتتبعه عبر صفحات الرواية يمدك بإكسير حياة، لا تحب داغستان وحسب، بل تُسقط هذه الصور الشاعرية الجميلة على أرضك وحقلتك ومدينتك وهويتك وكأنه يكتب عنك بغير لغة، لكن بدقات قلب منتظمة يتشارك بها كل البشر بعيداً عن عرقهم ولونهم ودينهم، وتساؤلات تشدك إلى كاتب مسكون بهذا الحب، غارق بتفاصيل معشوقته حتى الثمالة، كيف أن طلب محرر يقيس حب شاعر لبلده وقضيته بعدد الصفحات وعدد الأيام، جعلته يبدع هذه الرواية التي تبصر النور في مرة تترجم إلى لغات العالم المختلفة وكيف لا وقد
اعتبر الشاعر” رسول حمزاتوف ” من أشهر الشعراء في العالم، وقد حصل على جائزة الدولة السوڤياتية وجائزة لينين وجائزة لوتس الأفرو آسيوية وجائزة نهرو، وعلى لقب “شاعر الشعب الداغستاني” و”فنان داغستان القيّم” و”شاعر الاتحاد السوڤياتي الوطني” و”بطل العمل الاشتراكي”.

آخر الأخبار
المركزي يصدر دليل القوانين والأنظمة النافذة للربع الثالث 2024 تحديد مواعيد تسجيل المستجدين في التعليم المفتوح على طاولة مجلس "ريف دمشق".. إعفاء أصحاب المهن الفكرية من الرسوم والضرائب "التسليف الشعبي" لمتعامليه: فعّلنا خدمة تسديد الفواتير والرسوم قواتنا المسلحة تواصل تصديها لهجوم إرهابي في ريفي حلب وإدلب وتكبد الإرهابيين خسائر فادحة بالعتاد والأ... تأهيل خمسة آبار في درعا بمشروع الحزام الأخضر "المركزي": تكاليف الاستيراد أبرز مسببات ارتفاع التضخم "أكساد" تناقش سبل التعاون مع تونس 10 مليارات ليرة مبيعات منشأة دواجن القنيطرة خلال 9 أشهر دورة لكوادر المجالس المحلية بطرطوس للارتقاء بعملها تركيب عبارات على الطرق المتقاطعة مع مصارف الري بطرطوس "ميدل ايست منتيور": سياسات واشنطن المتهورة نشرت الدمار في العالم انهيار الخلايا الكهربائية المغذية لبلدات أم المياذن ونصيب والنعيمة بدرعا الوزير قطان: تعاون وتبادل الخبرات مع وزراء المياه إشكاليات وعقد القانون تعيق عمل الشركات.. في حوار التجارة الداخلية بدمشق بمشاركة سورية.. انطلاق فعاليات المؤتمر الوزاري الرابع حول المرأة والأمن والسلم في جامعة الدول العربي... موضوع “تدقيق العقود والتصديق عليها” بين أخذ ورد في مجلس الوزراء.. الدكتور الجلالي: معالجة جذر إشكالي... بري: أحبطنا مفاعيل العدوان الإسرائيلي ونطوي لحظة تاريخية هي الأخطر على لبنان عناوين الصحف العالمية 27/11/2024 قانون يُجيز تعيين الخريجين الجامعيين الأوائل في وزارة التربية (مدرسين أو معلمي صف) دون مسابقة