الثورة:
أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن العالم يمر بمرحلة انتقالية لا رجعة فيها إلى نظام دولي ناشئ وأن مشروع أمركة العالم قد باء بالفشل.
ونقلت وكالة إرنا عن رئيسي قوله في كلمته خلال اجتماع الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة .. “الآن وبعد أن تزايدت مقاومة وصحوة شعوب العالم أكثر من أي وقت مضى، وبرزت قوى ناشئة، فمن المؤمل أن يحكم العالم نظاما جديدا وعادلا، والأمر الأساسي بالنسبة للنظام الدولي الجديد يتلخص في التخلي عن الهيمنة العالمية واستبدالها بالأنظمة والتعاون الإقليميين”.
وأضاف أنه في سياقٍ التطورات التي يشهدها العالم فإن “هيمنة الغرب لا تتماشى اليوم مع واقع العالم المعاصر والنظام الليبرالي الذي سعى لعولمة القيم الأميركية أصبح بائداً” مشددا على أن “هناك أملا بإقامة نظام عالمي جديد ومنصف مع ظهور قوى جديدة”مشيراً إلى أن بلاده تدعو إلى تحولات اقتصادية وسياسية في العالم.
وأوضح أن زعزعة أمن الممرات التجارية وخفض مستوى الدول من حلفاء إلى دول تابعة وإعاقة النمو الاقتصادي للدول المستقلة وخلق حروب بالوكالة في آسيا وأوروبا هي إجراءات تقوم بها دول معينة تحت مسمى “الدفاع عن الديمقراطية” لكن العالم كله لمس المعنى الحقيقي للديمقراطية الغربية ويعرف أنها مجرد كلمة السر للانقلاب والاحتلال والحرب.
وشدّد على أن “استقرار المنطقة يصب في مصلحة جميع دولها” مشيراً إلى أن ما تشهده دول مثل سورية وفلسطين المحتلة واليمن وأفغانستان يُبين أنّ “مستقبل المنطقة سيتحسن عبر الثقة المتبادلة والتعاون” متسائلاً: “ألم يحن الوقت لإنهاء الاحتلال لفلسطين والاعتراف بها كدولة مستقلة؟ وألم يحن الوقت لإنهاء احتلال الأراضي اللبنانية والسورية من قبل الكيان الإسرائيلي؟.
وأكد رئيسي ضرورة أن يكون احترام الأديان السماوية ضمن جداول أعمال النظام الدولي مبينا أن على الأمم المتحدة أن تضمن ذلك من خلال وضع آلية مناسبة مشددا على ضرورة إدانة العمل المهين المتمثل في حرق القرآن الكريم وقال إن هناك مخططا أكبر وراء إثارة الكراهية هذه وأن ربطه بحرية التعبير أمر مضلل.
وتابع رئيسي إننا نشهد اليوم حربا ضد نظام الأسرة مشددا على أن الهجوم على هذا الملجأ البشري الطبيعي هو أمر خطير وجريمة ضد الإنسانية.
وحول الاتفاق النووي,أوضح رئيسي أن انسحاب الولايات المتحدة منه شكل انتهاكا واضحا لمبدأ الالتزام بالاتفاق وبهذا السلوك تكون واشنطن قد انتهجت بالفعل الخروج على القانون والغطرسة بدلا من التعاون وهو ما يتعارض مع ادعاءاتها.
كما حذر الأوروبيين بعد سنوات من عدم الوفاء بالتزاماتهم ومن ضمنها إلغاء الحظر بأنهم ينتهكون خطة العمل الشاملة المشتركة وقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2231 قائلا إن عليهم أن يفهموا أنهم سيخسرون من خلال تسريع مسار المواجهة المكلف.
وتابع أنّ “على الولايات المتحدة أن تعترف ما إذا كانت تريد خطة العمل المشتركة أم لا” مشدداً على أنّ “الأسلحة النووية ليس لها وجود في العقيدة الإيرانية” ومؤكدا أن إيران لن تتنازل عن حقها في الحصول على طاقة نووية تستخدم في الأغراض السلمية” ومذكرا بأنّ العقوبات الأميركية على إيران لم تأتِ بأي نتائج وأن على واشنطن التوقف عن فرضها”.
وحول الأزمة الأوكرانية , قال رئيسي إن “الحرب ليست طريق الحل للقضية ولا نعتبر الحرب في أوروبا لصالح أي طرف أوروبي ونؤمن بان رفض أي خطة لوقف إطلاق النار في الحرب الأوكرانية من قبل الولايات المتحدة يظهر بان لها خطة طويلة المدى لإضعاف أوروبا” معربا عن دعم بلاده أي مبادرة لإنهاء هذه الحرب وبدء العملية السياسية وعن استعدادها للعب دور بناء بهذا الخصوص .