علي جروان: عشقت الألوان وتصارعت معها وكنت أخرج دائماً منتصراً

الثورة – رفاه الدروبي:

التشكيلي علي جروان أثبت وجوده على الساحة الفنيَّة بقوَّة حضوره وألوانه الحاملة بشائر الأمل والتفاؤل بالعودة والنصر، لذا ترك لريشته العنان كي ترسم لوحاتٍ ملتزمة بثوابت التشكيل الفلسطيني كالبيوت المتجاورة المتلاصقة مع بعضها البعض استعداداً لمقاومة الغريب ودحره عن أرض فلسطين، إضافةً إلى طيور السلام وقبة الصخرة والمسجد الأقصى وقصفة الزيتون، فجذبت المتلقِّي بألوان استخدمها ووظَّفها لخدمة القضية.
إنه ابن قرية جاحولا في قضاء صفد في فلسطين المحتلة. من مواليد مخيم خان دنون بريف دمشق نهاية ستينات القرن الماضي “١٩٦٨”. خرِّيج معهد وليد عزت للفنون التطبيقية قسم الخط العربي. عضو الهيئة الإدارية في الاتحاد العالم للفنانين التشكيليين الفلسطينين فرع سورية.

ومضة الفن

* كيف كانت البدايات؟
انطلقت في بداية عملي من مخيم خان دنون ودائماً كان للمجتمع المحلي دور كبير في تشجيعي، فرسمت منذ بداية مشواري الفني لفلسطين قضيتي وهدفي الأول كونها الرسالة الأهم والأبرز في لوحتي. عشقت الألوان منذ الطفولة وتصارعت معها وكنت أخرج دائماً منتصراً.
*نظمت معارض في دول عربية متعددة ما مدى نجاحها وإقبال المتلقي عليها؟
كان معرضي الأول في المخيم عام ١٩٨٤ مواكباً للانتفاضة الفلسطينية الأولى ومنه بدأت انطلاقتي الفنية، كما شاركت بمعارض فردية عدة في جميع المخيمات الفلسطينية حتى عام 1991. انتسبت للاتحاد العام للفنانين التشكيليين الفلسطينيين فرع سورية،
وشاركت في جميع المعارض المنظمة من قبل الاتحاد.
لم أكتفِ بها لكنني شاركت بعدة معارض فردية في المراكز الثقافية في دمشق وريفها حتى العام 2022، إضافة إلى عدد من المشاركات الدولية والملتقيات مثل إيران، لبنان، روسيا، العراق، كندا، وحصلت على عدد كبير من الجوائز. منها الجائزة الثالثة في مسابقة الشهيد ماجد أبو شرار، وأخرى في يوم القدس العالمي، وثالثة في الملتقى العربي الأول جائزة هوغو تشافيز من السفارة الفنزويلية في دمشق.

 

معرض الهواء الطلق

*عرضت لوحاتك على سطح منزلك. ما مدى نجاح التجربة؟
**دائما كنتُ أُفكِّر بإقامة معرض في الهواء الطلق، أي في شوارع مخيمي خان دنون. واجهتني مشاكل تقنية ولوجستية، لكنَّ الفكرة راودتني بعرض لوحاتي على سطح منزلي وسرعان ما استجبتُ لها فكانت من أفضل ما خضتُ من التجارب، وقد لاقت إعجاباً كبيراً من أهل مخيمي وحتى من وسائل الإعلام.

الواقعية أصدق المدارس

*منهجك الفني يدخل ضمن المدارس الفنية الواقعية والواقعية التعبيرية ثم الرمزية، هل التزمت فيها بثوابت التشكيل الفلسطيني أم كانت لك رموز أخرى؟
**عملت على الرسم الواقعي والتصوير لاعتقادي بأنَّه
أصدق تعبير وخاصة عندما أرسم الكوفية وطفل الحجارة والمقاومة؛ ثم بدأت العمل على اختزال الموضوع في اللوحة لأتوجَّه إلى التعبيرية والرمزية من أجل مواكبة الحداثة في الرسم وعدم الهروب من الموضوع  الفلسطيني وعملت على التجربة نفسها بشكل جدي فكان لي مكان في الحركة التشكيلية الفلسطينية.
أمَّا الرموز في اللوحة التشكيلية الفلسطينية فبقيت ثابتة لم تتغيَّر رغم أنَّها بدت مُبسَّطة بشكل كبير لم أضف إلى الرموز أو اللوحة الفلسطينية إلا أنني استفدت من معرفتي الجيدة باللون فكانت للوحتي ألوانها الخاصة.
*الدراسة وتأثيرها على ريشتك؟
* إنَّ للتحصيل العلمي دوراً لايستهان به، والدراسة مهمَّة بالنسبة للفنان أو الموهوب في صقل موهبته وتثقيفه فنِّيَّاً.

التفاؤل

*هل تُجسِّد معاني التفاؤل بالعودة وتحقيق النصر من خلال الألوان فقط؟
**التفاؤل في أعمالي كان الشيء الإيجابي شعرت به رغم أنَّ مضمون اللوحة في بعض الأحيان يحمل صرخات إلا أنني أعتقد أنَّ الفنان مبعث للأمل والفرح وتصوير الواقع بشكل أفضل؛ أي لا أُصوِّر الطبيعة بحالتها الواقعية بل كما يجب أن تكون، لذا عملت من خلال الألوان والتكنيك أيضاً.
*هل فنُّ الطالب صورة طبق الأصل عن بصمة أستاذه؛ أم لا بدَّ له أن يتفرَّد بطابع خاص؟
**ليس بالضرورة أن يشبه الطالب أستاذه رغم أنَّه يتأثَّر به بشكل كبير، لكن يجب على الفنان الطالب أن يتميَّز بأسلوبه الخاص.
*قدِّم لنا شرحاً عن لوحاتك الجديدة وما أضافته لك؟
**المشاركة في معرض جماعي مُنظَّم بأيِّ مكان تُضيف للفنان شيئاً جديداً من خلال تجارب الفنانين الآخرين. شاركت بعدد كبير من المعارض الخارجية وتعرَّفتُ على تجارب كثيرة لفنانين عرب مشهورين، وطبعاً كان الإقبال مدهشاً لرؤية التجارب الغنيَّة والمتنوِّعة في المعرض. والأجمل أن نرسم مع فنانين عرب وثقافات مختلفة فيتكوَّن لدينا مخزون جميل من الأفكار والتقنيات.
التحديات.

*ما التحديات المواجهة للفن التشكيلي عامة وللفلسطيني خاصة؟
** رغم أنَّ الفن حالة إبداعيَّة مُميّزة تتخطَّى كلَّ الحدود وتُحلِّق بنا في جميع فضاءات العالم؛ إلا أنَّ الفنان الفلسطيني يواجه صعوباتٍ وتحدياتٍ كثيرة في أغلب الأحيان من أجل توصيل فكرة لوحته إلى العالم، لمعرفتنا أنَّ الفنان الفلسطيني صاحب قضية ورسالة، ويفتقد إلى وجود مؤسسات حقيقية تدعم الفن والفنانين مادياً ومعنوياً، ما يتسبَّب بتركه وحيداً يُواجه كلَّ التحديات بنفسه؛ لكنَّ رغم الصعوبات وصل بجدارة إلى العالمية.

آخر الأخبار
تدهور التّعليم في الشمال.. أزمة حقيقيّة في ظلّ الظروف الراهنة الزراعات الشتوية.. أسعار مستلزمات مرتفعة وسوق سوداء مهيمنة النفايات الإلكترونية خطر صحي وبيئي يتطلّب حلولاً تكنولوجية سلة أهلي حلب طموح لإعادة الأمجاد نابولي ينفرد بصدارة الكالتشيو كأس ألمانيا.. دورتموند يتجاوز عقبة فرانكفورت الاتحاد يقصي النصر من كأس المملكة مونديال الناشئات.. المغرب تُودّع البطولة بخسارة قاسية! سوريا ثالث غرب آسيا لقصار القامة كروياً ماسترز باريس فرصة لاعتلاء سينر الصدارة مشاركة ذهبية لأبطالنا في القتال المختلط تأهل متوقع لهند ظاظا وزير الأوقاف يشارك في لقاء حواري مع أبناء الجالية السورية بقطر  الرئيس الشرع يلتقي في الرياض رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA)    وزير الاقتصاد يبحث في الرياض فرص الاستثمار وإعادة الإعمار    رغم المخاطر.. مئات العائلات تعود لبيوتها المدمرة في غزة   رؤية مستقبلية لإعادة بناء حمص   بتمويل من السويد... مشروع لتعزيز مهنة القبالة  المدارس الافتراضية تربط أبناء الوطن بالتعليم الوطني    الشرع يلتقي وزراء الخارجية والداخلية والاستثمار السعوديين في الرياض