“والتين والزيتون وطور سينين .. وهذا البلد الأمين” صدق الله العظيم..
من إدلب الخضراء إلى حلب في الشمال.. وفي اللاذقية وطرطوس على الساحل السوري المتوسطي .. ومن حماة قلب سورية إلى درعا في الجنوب وفي السويداء .. يبدأ المجتمع السوري من الآن إلى حدود شهر وأكثر بجني محصول الزيتون الأغلى على قلوبنا وعقولنا واليوم الأغلى على حاجات أسرنا.
هي الشجرة المباركة والثمرة المباركة، هي الأم الحنون لنا بكل المعاني، إن لم نعطها أي شيء تعطنا، وإن أعطيناها تعطنا، هي لنا بكل الظروف .. في فقرنا وغنانا، في موروثنا الشعبي هي البركة التي لا تنضب، لا أحد يستطيع أن يقطعها، حتى لو جال بستان الزيتون ألف “عفار وعفارة”
في الرعاية والعناية وفي التقليم وفي القطاف والعصر والتعبئة .. شجرة الزيتون هي دورة اقتصادية بالكامل، في موسم الزيتون ننتشي ونتعب ونجتهد أكثرفي كل قرية، لكنه موسم الخير والرزق للجميع.
نتابع اليوم صفحات التواصل الاجتماعي في العالم المنتج للزيتون وزيته، نرى النصح والإرشاد عن القطاف وعن الأنواع وعن أساليب الرعاية وكل شيء له علاقة بهذا المحصول المبارك، مقابل ذلك أشك بأن أحد يسمع بما يسمى مكتب الزيتون في وزارة الزراعة، وبطبيعة الحال لا وجود لأي شيء له علاقة بزراعة الزيتون في سورية، وكأن هذه البلاد بعمرها لم تشم رائحة الزيت والزيتون.
وهذا عمل مستدام من الضرورة أن يستمر طوال العام وفق ما يسمى الإرشاد الزراعي، وفق خطة إرشاد مبرمجة على طوال العام، واليوم لن نقول سبق السيف العزل، فالوقت مناسب جداً حالياً بشكل إسعافي للشغل على ظروف الموسم الحالي في القطاف وكل شيء.
مقابل ذلك أقترح على المصرف الزراعي التعاوني الذي يتبع إلى وزارة المالية طرح “قرض الزيتون” الموجه للفلاحين بسقف ( 25) مليون ليرة تخصص الغاية من هذا القرض للعناية بهذا المحصول المبارك، من استطلاح الأرض وصولاً إلى جني المحصول،على أن يتم تخصيص برامج إقراض موسمية في وقت جني المحصول، لأن التكاليف هذا العام ستكون عالية، وهذا يحمي الفلاح من ابتزار المرابين في القرى ويحميهم من ابتزاز أصحاب المعاصر.
على مستوى الأسر.. وفي السلة الغذائية السورية يعتبر زيت الزيتون أمناً غذائياً كبيراً، وعلى المستوى الاقتصادي ثروة سورية مطلقة يمكن دعمها وتطويرها، وخاصة بعد الصراخ من منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) من تدهور مكونات سلة الغذاء العالمية بفعل عوامل مناخية وسياسية عديدة، طيب كل ذلك لايعني أي شيء للجهات المعنية في مكتب الزيتون في وزارة الزراعة وفي المصرف الزراعي التعاوني وفي اتحاد الفلاحين وفي اتحاد غرف الزراعة وفي اتحاد المهندسين الزراعين..!! وقائمة المكونات الإدارية تطول وهي لو أنها على قيد الحياة لقدمت الرعاية للزراعة في العالم وليس لمحصول الزيتون في سورية فحسب.