الله يرحمك يا مساعد سالم

وقت كنا دورة بالجيش متنا من البرد لأنهم لم يسلمونا الكنزات، وعندما اشتكينا لقائد الوحدة استدعى المساعد سالم وسأله عن سبب عدم تسليمنا الكنزات، فقال له سيدي البرقية المرفقة باللباس مكتوب عليها كنزه بأكمام، وهذا يعني أكثر من كمين فأرسلت البرقية إلى الإدارة للتصحيح واستبدال كلمة أكمام بكمين، وهكذا انتهت الدورة ولم تأت برقية التصحيح.

حال برقية المساعد سالم يشبه كثيراً حال معايير التمديد للعاملين بالدولة لمن بلغوا الستين من العمر، فيجب أن تنطبق التسميات على المعايير بدقة، وإن وردت كلمة مخالفة يفقد طالب التمديد أو الجهة المتمسكة ببعض الفنيين النادرين بخبراتهم حق التمديد ومع استمرار هذه المعايير بالتوازي مع إلغاء المسابقات وتأخر فرز المهندسين وتسرب الكثيرين وتركهم للوظائف يبدو أن مؤسساتنا العامة ستصبح عارية من الخبرات كما أمضينا الشتاء بلا كنزات.

معايير التمديد صدرت منذ سنوات ولنتفق على مضض أنها كانت ضرورية في ذلك الوقت، ولكن الوضع مختلف اليوم وفقدت مؤسساتنا الكثير من الخبرات الفنية، وهنا لا أقصد المديرين، و أصبحت الحاجة لمن تبقى منهم كبيرة جداً ولا يمكن تعويض خبرات عمرها عشرات السنين بكوادر جديدة، حتى هذه الكوادر يجب أن تتعلم من الخبرات القديمة وتكتشف المهارات بإشرافها

كل اللجان تجدد سنوياً وتتغير رئاستها، لأن التغيير يضخ دماءً وأفكاراً جديدة، فلماذا لم تتغير هذه اللجنة ؟ ولماذا لم تغير معاييرها بتغير الظروف، اللجنة وجدت بمعاييرها لحل مشكلة ولكنها بعدم تغيير المعايير رغم تغير الوضع أصبحت هي المشكلة .

صياغة طلبات التمديد بظل المعايير الثابتة والدائمة للجنة التمديد تحتاج إلى اختيار المفردات بدقة متناهية تشبه إلى حد بعيد الرسائل النصية sMs التي كنا نرسلها أيام زمان، ولا يتم إرسالها ونبدأ بتغيير المفردات، فنلغي صفات كبار المسؤولين والرتب العسكرية، ونلغي تسميات بعض المواقع حتى تتطابق كلماتنا مع معايير شركة الاتصالات.

وضع المؤسسات أصبح بائساً، لا تعيين، لا تمديد، لا تثبيت للمتعاقدين، لا فرز منتظم للمهندسين، لا عقود موسمية، وتسرب كبير للخبرات والكفاءات.. والكارثة ستظهر بشكل كبير وبوقت لن تنفع فيه القرارات، وقد أصبح هناك فترات بعيدة بين الأجيال وسيكون الفراغ وغياب الخبرات والكفاءات والأجيال المتعاقبة سيد الموقف في جهاتنا العامة.

الوقت ليس لصالح مؤسساتنا، وليس مناسب لانتظار البرقية، والأكمام سيكون مفعولها كبير بغض النظر عن عددها.

آخر الأخبار
"اللاعنف".. رؤية تربوية لبناء جيل متسامح انفتاح العراق على سوريا.. بين القرار الإيراني والتيار المناهض  تحدياً للدولة والإقليم.. "حزب الله" يعيد بناء قدراته العسكرية في جنوب لبنان سوريا بلا قيود.. حان الوقت لدخول المنظمات الدولية بقوة إلى سوريا قوات إسرائيلية تتوغّل في ريف القنيطرة الاقتصاد السوري يطرق أبواب المنظومة الدولية عبر "صندوق النقد" القطاع المصرفي عند مفترق طرق حاسم إسرائيل في حالة تأهب قصوى للقاء بن سلمان وترامب الآباء النرجسيون.. التأثير الخفي على الأطفال والأمهات بناء الثقة بالحكومة من بوابة التميز في خدمة المواطن مشروع الهوية التنموية.. تحديات وفرص رفع معدلات القبول يشعل جدلاً واسعاً بين طلاب المفاضلة الجامعية "تجارة وصناعة" دير الزور تسعى لإطلاق مشروع تأهيل السوق المقبي البحث العلمي في جامعة اللاذقية.. تطور نوعي وشراكات وطنية ودولية حين يختار الطبيب المطرقة بدل المعقم محادثات أميركية ألمانية حول مشروع توريد توربينات غاز لسوريا قطر والسعودية وتركيا.. تحالف إقليمي جديد ضمن البوصلة السورية  الرؤية الاستراتيجية بعد لقاء الشرع وترامب.. "الأمن أولاً ثم الرخاء" ترامب يعد السوريين بعد زيارة الشرع.. كيف سينتهي "قيصر"؟ تغيرت الكلمات وبقي التسول حاضراً!