الثورة – فاديا هاشم:
القلق في عمق الشخصية إعلان عن تحرك المشاعر ويقظة الضمير والإحساس بالمسؤولية تجاه دورنا في الحياة، وأسلوب التفاعل مع الآخرين.. فهو يهدد شخصيتنا بشكل عام ويسري في الكيان مثل الدم في العروق.
فهو من جانب يعطل قدرة المرء على معايشة ما يدور في المحيط حيث يشعر البعض بالخوف من الأشخاص عبر الاندفاع والغضب لأبسط الأمور، ما يجعل الإنسان يعيش حالة دائمة من التوتر والخوف، ويفترض الفشل والإحباط قبل وقوعه..
وحسب الدراسات النفسية فإن كثيراً ما تظهر هذه الأعراض مع الأمراض النفسية الآخرى،كحالات الاكتئاب والوسواس والمخاوف النفسية.
طبيعة التنشئة..
وللتعمق بموضوع القلق وانعكاسه على الفرد والمجتمع تفيد الباحثة الاجتماعية الدكتورة عنان الحمد، المدربة الدولية في كلية كنجستون البريطانية ..أن لبيئة المنشأ والأسرة المحيطة الدور الأساسي في طبيعة التنشئة، لذلك يتطلب التخلص من هذه الحالة باعتبارها قوة اجتماعية ودوافع للذات لابد من معالجتها كي لا تتطور وتصبح حالة مرضية.
وأوضحت أن الداعم الرئيس للتخلص من هذه الحالة، هو دور الأسرة المحيطة من ناحية اعتماد سلوك الأسس التربوية الصحيحة.. مشيرة إلى أن القلق يؤثر سلباً على شخصية الأفراد من ناحية الأخلاق، وأن العديد من الدراسات تؤكد أن هذا السلوك والطبع منشأه أسري.
ومن خلال رأي الدكتورة الحمد لا بد من معالجة حالات القلق بقوة اجتماعية داعمة من خلال طيب الكلام، ورقة القلب، وإعطاء الأمان ليشعر بالراحة عند المواجهة، وبالتالي تزداد ثقته بنفسه، لذلك فإن الأمان لا بد أن يتوافر في المجتمع المعني الصغير والكبير ، وأن من دعائم الأسرة الناجحة الشعور بالطمأنينة المصحوبة بالحب والعطف، وهي من أهم الأسس التربوية الصحيحة للأبناء.
توفير أجواء مريحة..
وفي إطار ذلك تقدم الدكتورة الحمد النصيحة للأهل لتوفير أجواء مريحة وآمنة بعيداً عن ردود الأفعال العصبية وإعطاء الأبناء القوة الاجتماعية، ودعمهم نفسياً واجتماعياً وإظهارهم للمجتمع بطريقة صحيحة من خلال قوة شخصيتهم ووجودهم كأشخاص فاعلين منتجين، يقدرون على إثبات ذاتهم من خلال قوة شخصيتهم وثقتهم بنفسهم.
