الثورة -رولا عيسى
ألمنا كبير اليوم برحيل شبان برتبة ضباط ونجوم في السماء، غادروا بعمر الورود، اختاروا طريق النصر أو الشهادة ولم يختاروا طريق الهجرة والسفر، تطوعوا بحريتهم وبكل اندفاع في صفوف الجيش العربي السوري.
اختاروا نجوم المجد وضعوها هدفاً وحلماً كلل مسيرة تدريبهم و خدمتهم ووصلوا إلى لحظة تتويج حبهم لوطنهم وارتقائهم إلى المرتبة الأعلى والأسمى في التضحية والدفاع عن وطنهم وسوريتهم.
بحضرة أهاليهم ومحبيهم غادروا، وفي أكثر اللحظات سعادة في عيون أهلهم الذين أتوا لزف أبنائهم ليكونوا نبراس الكرامة والتضحية لتحرير وطنهم والنهوض به إلى المكانة التي يستحق، فرحوا وزغردوا فهو الحفل الأغلى والأنقى بين كل أنواع الفرح لايحتفل به فقط أهالي الخريجين من الضباط بل يحتفل به وطن بأكمله، ويفتخر به كل سوري، فهو يحمل رمزية حب الوطن، أتى إليه الأهالي من أبعد القرى ومن كل المحافظات ليهنئوا أبناءهم بوسام التضحية والنصر، فرغم الحرب الممنهجة المدمرة ورغم كل مافقدناه من الشهداء مازال شعبنا يقدم أبناءه فداء للوطن حفاظاً على الكرامة والأرض.
انتهى الحفل وكانت لحظة اللقاء هي ذاتها لحظة الوداع بين الأهل وأبنائهم في مجزرة عبرت عن حقد وخوف وهزيمة العدو والإرهاب الذي اعتاد على الغدر والإجرام وتحويل لحظات الفرح إلى لحظات حزن وخوف وهلع، إذ يستميت عدونا لتكريس هذه الصورة من الرعب والإجرام، فالهدف بالنسبة له ليس عسكرياً وحسب، الهدف تدمير مجتمع واقتصاد وقيم تضحية بنيت عليها أسرنا ومجتمعنا وقادت بلدنا إلى محطات كثيرة في النصر، لكنهم لايعلمون أن قيم التضحية والحفاظ على الوطن مجبولة بأرواح ودماء السوريين ولن يبلغ العدوان هدفه مهما كانت خياراته وأشكال إجرامه بشعة، ولعل العالم والمنظمات الدولية تلتفت قليلاً لتدرك حجم وبشاعة إجرام أعداء سورية وأهدافهم الحقيقية.

التالي