شجون وشؤون في أمسية أدبية

الثورة – فاتن دعبول:
لم يكن الأدب يوما بعيدا عن هموم الناس وقضاياهم الاجتماعية، فالأدب منهم وإليهم، يبوح بأسرارهم، ويقف إلى جانبهم، تارة بالتلميح وفي مرات عديدة يكون التصريح وسيلته التي لا غنى عنها.
وفي الأمسية التي أقيمت في فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب وأدار الحوار فيها الأديب أيمن الحسن، حاول فرسان الأمسية من الأدباء أن يقدموا عبر القصة القصيرة الجادة، والقصة الساخرة بعضا من المواقف التي نعايشها في تفاصيل حياتنا اليومية دون رتوش أو زخرفة لفظية، فهو الواقع يوثقه الأدباء كل على طريقته.
الحب ينتصر
تطرق الأديب خليل البيطار في قصته التي حملت عنوان” رائحة القهوة” إلى بعض الصراعات التي تنشأ في العلاقات الاجتماعية سواء في العمل أو في الحي مع الأهل والجيران، فالقناعات تتباين، والخلافات تزداد باختلاف وجهات النظر، فلم نتقن بعد قبول الرأي الآخر، وهذا ما يتسبب في الكثير من الضغوط النفسية، ولكن يأتي الحب الممزوج برائحة القهوة ليخفف من وطأة الألم وهذا الصراع المستمر.
يقول: أهو الحب؟ يمكن جعل الحياة حلوة مثل طعم القهوة ونكهة رائحتها، ومثل جمال نادرة الشفاف، وجمال العشاق وتغريد العصافير غير المتوحدة ..”
معاناة
وكتبت الأديبة رندا عازر قصتها الساخرة” حليب وزهورات” التي تحكي فيها عن المعاناة اليومية التي تعيشها في ظل تلك الظروف القاسية، فهي تجتهد لمتابعة أبنائها لتأمين لقمة العيش، والقيام بواجباتها المنزلية المعتادة وهي تسابق الزمن لتلحق بالكهرباء والماء قبل فترات التقنين، في الوقت الذي يقضي فيها الزوج وقته في” لعب ورق الشدة” يحتسي الحليب او الزهورات، لأن القهوة تضر بصحته.
ومن هذه القصة نقتطف” أما الآن هي أمام مرحلة جديدة، وهي تسمع أصواتا طفولية تتصاعد من داخل الغرفة منذرة باستيقاظ أفراد عائلتها تباعا .. مطلقين صفارات الجوع، هنا لا مجال للتذمر وعليها تلبيتهم سريعا ..”
الوطن أولا
ورغم الصعوبات والمفارقات التي يعيشها أبناء جلدتنا من بلادنا التي نحب، فإننا نسعى لأن نجمل الحياة بالحب، وهذا ما عبر عنه الأديب رشيق سليمان في قصته” حبيبتي والبلاد” من خلال حديث يدور بينه وبين سائق التاكسي الذي كان يشكو من ارتفاع الأسعار وصعوبة العيش، لكن الأديب كان يملي عليه نصائحه بأن علينا النظر إلى القسم الملآن من الكأس ولا نقف موقف المتشائمين، ففي المجتمع يوجد الكثير من السلبيات، ولكن يوجد الكثير من الإيجابيات أيضا.
وحاول بدوره أن يجمع في التشبيه بين الحبيبة والوطن فقال” أن تحب بلادك يعني أن تتكلم عن سلبياتها وإيجابياتها معا كالحبيبة تماما، فمثلا حبيبتي عصبية متقلبة المزاج، وصعبة المنال، ولأني أحبها أحاول التقليل من سلبياتها وتعزيز إيجابياتها وهذه حال البلاد، نحبها ونسعى لجعلها مثالية.
واقع مؤلم
وفي قصتها” الصرح” قدمت الأديبة رنا السحار أنموذجا سلبيا للعلاقات بين المواطن وبعض المفاصل الوظيفية التي تهمل واجباتها أو تقصر في تأدية عملها بالشكل الذي يلبي احتياج المواطن، وخصوصا فيما يخص الشأن العام، فهذا الصرح من القمامة لم تفلح الجهود بإزالته إلا بعد محاولات متكررة، ولكن مع الأسف فالناس مصرة أن ترمي المهملات بعيدا عن المكان المخصص لها.
أما مشكلة الراتب الشهري والالتزامات فهذه قصة أخرى، فمنذ اليوم الأول ينفد جميعه إلا قليلا، تقول” على مسافة ليست بعيدة يقبع بائع اللحم، مددت يدي إلى جيب بنطالي فلم أجد فيه إلا عشرة آلاف ليرة وشكرت الله على ذلك ورددتهم إلى جيبي علّهم يتكاثرون ..”
ودار نقاش حول هذه القصص التي تلامس الواقع بشكل مباشر، وبدوره أشار أيمن الحسن إلى أهمية دور الأديب في التخفيف من آلام المجتمع بتوجيه جرعات دافئة من الأمل وضرورة الوقوف إلى جانب الوطن في محنته.

آخر الأخبار
انطلاق سوق "رمضان الخير" في دمشق لتوفير المنتجات بأسعار مخفضة المعتقل صفراوي عالج جراح رفاقه في سجن صيدنايا وأنقذ الكثيرين "حركة بلا بركة" تفقد واقع عمل مديريات "التجارة الداخلية" في اللاذقية خسارة ثالثة على التوالي لميلان تكثيف الرقابة التموينية بطرطوس.. ومعارض بأسعار مخفضة برشلونة يستعيد صدارة الليغا باحث اقتصادي لـ"الثورة": لا نملك صناعة حقيقية وأولوية النهوض للتكنولوجيا شغل (الحرامات).. مبادرة لمجموعة (سما) تحويل المخلفات إلى ذهب زراعي.. الزراعة العضوية مبادرة فردية ناجحة دين ودنيا.. الشيخ العباس لـ"الثورة": الكفالة حسب حاجة المكفول الخصخصة إلى أين؟ محلل اقتصادي لـ"الثورة": مرتبطة بشكل الاقتصاد القادم المخرج نبيل المالح يُخربش بأعماله على جدران الحياة "الابن السيئ" فيلم وثائقي جسّد حكاية وطن استبيح لعقود دورة النصر السلوية.. ناشئو الأهلي أولاً والناشئات للنهائي كرة اليد بين أخطاء الماضي والانطلاقة المستقبلية سلتنا تحافظ على تصنيفها دولياً الأخضر السعودي يخسر كأس آسيا للشباب دوبلانتيس يُحطّم رقمه القياس رعاية طبية وعمليات جراحية مجاناً.. "الصحة" تطلق حملة "أم الشهيد"