الحلم سيد الأخلاق، من أجمل ما سمعنا، وهذا القول الحكيم هو ما يعبر عنه القول السديد “لا تغضب” فالغضب يجعل أحدنا يفقد صوابه وتوازنه وتنعدم عنده صفة الإدراك.
فكم أورث الغضب المهالك وجعل الشخص في الهاوية، وكم من أسر كانت آمنة ومطمئنة وبلحظة غضب عارمة بين الزوجين أو أحدهما وبكلمة أو تصرف أرعن جعل حياتهما جحيماً لايطاق ووقع الانفصال بينهما وضاعت الأسرة.
كل ذلك لعدم تعقل وهدوء أحد شريكي الحياة أو كلاهما، وهنا تأتي أهمية التسامح والعفو وفتح صفحة جديدة واستيعاب الخلاف الشديد وحل المشاكل بالهدوء التام، وهذا ممكن علماً بأن أحد الشريكين إن كان قادراً على إزعاج شريكه فعليه أن يتذكر بأن هناك لحظات أجمل عاشاها مع بعضهما البعض، وبأن القطيعة بينهما إن حصلت يعني الشتات والضياع وخسارة لا تعوض.
أحياناً يبلغ الغضب ذروته بين صديقين بسبب وشاية من أحد الناس ليفسد العلاقة الحميمة بينهما حسداً وعداوة، ومن المصادفة يعلم أحد الصديقين بأن الذي أفسد العلاقة فلان علماً بأن جام الغضب والأذى ممكن أن يلحق بهذا الواشي والمؤذي لكن الوازع الأخلاقي والقيمي يمنعان القصاص ويحجبانه من الانتقام، والمبدأ يتجلى تحت قمة التسامح والمسامحة وقول “العفو عند المقدرة”.
ومجتمعنا فيه من الحكايا والقصص التي تدل على الحلم والدفع باتجاه العفو والصفح الذي هو قمة الأخلاق النبيلة التي تنقذ الناس من التهلكة إذا تم القصاص على الذين أوقعوا الآخرين في المآزق والمشاكل المؤسفة، فالمجتمع بحاجة إلى أصحاب القلوب الرحيمة التي لاتنتقم ولا تعرف في قلبها إلا الرحمة والتسامح والوئام والفضيلة، هؤلاء هم درة الحياة الكريمة التي يسعى جميعنا بأن يكون مثل هؤلاء لتكتمل لوحة الحب الأسمى والأجمل لننعم بالخير والحب والسلام.
جمال الشيخ بكري