بالأمس كنا على موعد مع قص الشريط الحريري للمجموعة الخامسة في المحطة الحرارية بحلب بعد إعادة تأهيلها ونفض غبار الإرهاب عنها، واليوم “وقبل ساعات قليلة معدودة من الاعتداء الغاشم والبربري والهمجي الذي استهدف حفل تخريج طلاب ضباط الكلية الحربية في حمص” تمت إزاحة الستار عن المجموعة الأولى التي نالت ما نالته من تدمير وتخريب أعمى وممنهج، وقريباً “خلال أشهر لا أيام أو ساعات” سيكتمل عقد ماردنا التوليدي الحراري الحلبي بانضمام المجموعات الثانية والثالثة والرابعة إلى القطار التشغيلي الكهربائي.
ما جرى، ويجري، وسيجري في قادمات الأيام ليس وليد المصادفة ولا ضربة حظ كما قد يعتقد البعض من المشككين، وإنما هو ثمرة ناضجة للزيارات والمفاوضات والاتفاقيات التي تم توقيعها بكل الأحرف “لا بالأحرف الأولى أو الأخيرة فقط” مع الحليف والصديق والخبير الطاقي الإيراني، وتأكيد حقيقي وجدي على أن المقدمات الجيدة لا يمكن أن تؤدي إلا إلى نتائج جيدة، وبشرة خير ترضي وتشبع وتلبي آمال وطموح ورغبة المواطن والتاجر والصناعي والفلاح .. السوري بعودة عقارب التوليد والتغذية الكهربائية “تدريجياً” إلى ما كانت عليه قبل ظهور وانتشار خفافيش الظلام وفئران الأنابيب.
محطة حلب الحرارية هي حلقة في سلسلة مشاريع اقتصادية ـ خدمية كاملة ـ متكاملة، وواحدة من قصص النجاح والإصرار والعزيمة والقوة والقدرة على تخطي شرك العقوبات، ونسف قيود الحصار والمقاطعة، وخطوة ذهبية في مشوار الألف ميل الخاص بإعادة إعمار كل شبر وحجر دمرته آلة الحرب الملعونة على سورية، وفرحة كاملة غير منقوصة بالقفزات التوليدية الجديدة التي تم تسجيلها على مؤشر محطة حلب الحرارية التي تعد واحدة من أهم القلاع الكهربائية في سورية.
وزارة الكهرباء وعدت “قبل أسابيع من الآن بتحسين قريب سيتم تسجيله على مؤشري التوليد والتوزيع الكهربائي، وها هي اليوم توفي بوعدها الذي لم تحصره أو تحدده بالمجموعة الأولى في محطة حلب الحرارية أو بباقي مجموعات المحطة فقط، وإنما أكدت أن قطار إعادة التأهيل والصيانة والإعمار سيمتد ليشمل محطات الرستين والدير علي وبانياس وتشرين وجندر ومحردة .. مروراً ووصولاً بجملة “نعم جملة” مشاريع الطاقات المتجددة المعلنة منها وغير المعلنة.. بالشكل والطريقة والأسلوب التي سنثبت فيها للعالم أجمع أن السوريين يبنون بيد ويدافعون عن أرضهم وعرضهم بيد.. وأن الأمل كل الأمل بالعمل وإعادة الإعمار.