أرادوا أن يحولوا لحظة الفرح والفخر ألماً وحزناً؛ لكنهم لن يستطيعوا يوماً أن يحيلوا قوتنا إلى ضعف وثباتنا إلى تراجع وإيماننا إلى شك.
إن كل قطرة دم سقطت في الكلية الحربية بحمص، وعلى الرغم من الألم الكبير الذي حملته معها، فإنها ستزيدنا قوةً وتماسكاً وإصراراً على استكمال النصر الذي حققناه في حرب تشرين التحريرية . . هذه الحرب التي أتانا اليوم عيدها الذهبي.
لقد تناسى الإرهابيون المجرمون القتلة أنهم بجريمتهم التي ارتكبوها هم ومشغلوهم لن يثنوا أبطال جيشنا عن ملاحقتهم في جحورهم أينما كانوا.
إن دأب أعداء الحياة على تحويل الفرح إلى حزن ونشر ثقافة الموت عبر أعمال إرهابية جبانة لطالما اتسمت بالغدر والخيانة، وهاهم يسيرون على نهجهم ذاته، ويوقعون عشرات الشهداء والجرحى في اعتداء آثم على حفل تخريج طلاب ضباط الكلية الحربية، ليقلبوا بفعلتهم الشنيعة ساحة الاحتفال، إلى شلال دم لم يفرقوا من خلاله بين أم جاءت لتحتفي بابنها، أو طفل جاء ليفرح بأخيه الخريج.
إن هذه الجريمة الفاجعة ليست الأولى في إجرام الإرهابيين وداعميهم، فقد سبق لهم أن نفذوا عشرات الجرائم المشابهة، ظناً منهم أن جرائمهم الجبانة هذه ستحيل قوتنا إلى ضعف، وستجعلنا نعود إلى الوراء، أو نتقاعس عن ملاحقتهم ودحرهم، أو ربما يتجاهل هؤلاء أننا كنا ومازلنا نتسلح بجيش من الأبطال، لا يعرف الهزيمة، ولا يستكين قبل أن يرد الحجر من حيث أتت..
إن جرائمهم هذه لن تزيدنا إلا ثباتاً وتمسكاً بمبادئنا، ولن تدخل الخوف إلى قلوبنا، وسنتابع طريق النصر حتى تحرير كل شبر من بلدنا الغالي من رجس الإرهاب وداعميه، مع القيادة الحكيمة للسيدالرئيس بشار الأسد، وجيشنا البطل الذي سطر أروع التضحيات والفداء.
إن سورية، وانطلاقاً من حقها المشروع الذي تكفله القوانين والمواثيق الدولية، لن يثنيها الاعتداء الإرهابي على الكلية الحربية عن المضي قدماً في سعيها لاستئصال آفة الإرهاب ورعاته، وهي أكدت أنها سترد بكل قوة وحزم على تلك التنظيمات الإرهابية أينما وجدت على أراضيها حتى القضاء التام عليها، وستواصل سعيها لتحرير أراضيها من الوجود العسكري الأجنبي اللاشرعي وما يرتبط به من ميليشيات وكيانات مجرمة.
الرحمة والخلود للشهداء، والشفاء للجرحى، والعزاء لأهلنا عائلات شهداء الكلية الحربية