لن يكون ثمة مسوغات لحصاد رياضتنا المتواضع في دورة الألعاب الآسيوية، هذا من الناحية النظرية، أما عملياً فالكثير من التبريرات يسوقها المعنيون بالشأن الرياضي، وإن جانبَهم المنطق، وجفاهم الإقناع، لا لشيء، سوى أننا نتقن لغة التبرير ونجيد نطقها وكتابتها، ونحيط بقواعدها وضوابطها.
التبرير القائم على غاية مواراة الأخطاء، والقفز فوق الأسباب الحقيقية للإخفاقات، أسلوب معهود وسلوك قديم يتجدد باستمرار، كلما دعت الحاجة له، لكنه يبقى وفياً لشكله ومضمونه الأصيلين، وليس مهماً، من منظور الذرائعيين، كونه بات مكشوفاً وممجوجاً، ولاينطلي على الشارع الرياضي، الذي يحسبونه ساذجاً، أو قابلاً لتصديق أي شيء،حتى إن كان ادعاءات وأكاذيب.
لماذا لانعترف بالإخفاقات؟ ولماذا لا نقر بالفشل؟ ولماذا لا نقف وقفة صدق مع أنفسنا أولاً؟ ونقول: كان بالإمكان أفضل مما كان، وأن الأخطاء لم يكن مردها الظروف وضيق ذات اليد وضعف البنية التحتية، وعدم الاستعداد كما ينبغي، لهذه البطولة أو الدورة أو تلك؟ لماذا لانلوم أنفسنا ونعترف أننا مقصرون أو ليس لدينا مؤهلات كافية لإدارة دفة هذه الرياضة أو تلك، أو جميع الألعاب؟.
الظروف وحدها لا تكفي لتكون مصدر وجعنا الرياضي وأزماتنا المزمنة، لابد أن هناك أسباباً أخرى للإخفاقات المتتالية والمتواترة، أسباب منها ماهو فني بحت، ومنها ما هو إداري صرف، وفي كلتا الحالتين ثمة مسؤولية ملقاة على أشخاص، وليس على ظروف قاهرة طارئة.
البرونزية اليتيمة التي غنمتها مشاركتنا في دورة الألعاب الآسيوية، تعبر عن وضع رياضي متأزم، وليس عن مجرد إخفاق أو كبوة!! لكن الأزمة الأكبر، أن نحتفي بهذه الميدالية، ونتغافل عن إخفاقات بقية الألعاب، ثم بعد ذلك، ندعي أننا حققنا إنجازاً قهرنا به كل الظروف..!.