كجسرٍ لا ينقطع..

كأننا، أحياناً كثيرة، نختبئ بالصمت..

نلوذ إليه.. كأنه ملجؤنا الوحيد ضدّ كل الحاصل حولنا.

كلّ ما يحدث من أحداث تتسارع وتيرتها، وتوجِد انعكاسها داخلنا فرحاً، حزناً، غضباً، وغيرها من أحاسيس.. تمارس تجاهه نوعاً من (الصمت).

يمكن للصمت أن يأتي أحياناً على هيئة (لا فعل)..

حتى التفاعل مع ما تتلقاه من منشورات “الفيسبوك” لم يخترق صمتها إلا قليلاً..

وللصراحة.. لا ترى ذاك التفاعل سوى تقزيم لجلال أفعالٍ عظيمة أو هو مجرد تصغير لهيبتها..

ولهذا ومنذ مدة، وضعت الموقع الأزرق وأشقاءه من تطبيقات ذكية، في ركن قصي من يومياتها.

هل تلوم “الطقس”..؟

فانقلابه أدى إلى تغير مزاجها.

لم تحبّ يوماً رؤية السماء حزينةً أو غاضبة.

تأمّلت المشهد الصباحي المعتاد، وعاد خيط الصمت يلفّها.

ألم يفسروا الصمت على أنه “فجوة في اللغة”.. وعلى رأي الكاتبة والروائية “سوزان سونتاج”: (… فجوات الكلام تصبح أكثر قوة من الكلام ذاته)..

أغمضت عينيها كأنها تزيح من ذاكرتها غضب الغيوم والسماء، لتستعيد مشهداً صامتاً تأمّلته منذ أيام وهي خارجة من المركز الطبي..

مشهد صامت محمّل بالمعاني.. الجمال مثلاً.. بعض من مسرّة.. والكثير من الامتنان.

تأمّلت المنظر بطريقة بانورامية..

تتكاثف الصورة وتمتد لتحمل اندهشاً لا ينضب..

لم تعلم، حينها، إن كانت هي الفرحة أم أن السماء بغيومها كانت كذلك فنقلت إليها بعضاً من سرورها.

تتلاحق الغيمات وتتراكض وفق وتيرة تعيد تشكيلها في كل مرة بطريقة مختلفة ومتشابهة بذات الوقت..

نشأ حوارٌ صامت بينها وبين الغيمات ومختلف مفردات المكان..

وكل ذلك الصمت الذي يعكس جمالاً صاخباً ثبّتته بعدسة كاميرا الموبايل..

انتزعت من اللحظة صمتاً مختلفاً.. فالصورة هي صمت الحركة.

للصمت أوجهٌ عديدة.. أحدها جامدٌ.. وآخر ثرثار..

وثمة ما هو صارخ بالمعاني.. وآخر كتيم.. فارغ..

هل يمكن أن يكون الصمت جوعاً أكبر إلى الكلام.. إلى النقص في اللغة..؟!

الصمت تحوّل إلى ثالثهما..

يجمعهما بطريقة غريبة..

مع أن كلاً منهما يحتاج إلى لغة تعبيره الخاصة يبقى الصمت ممتداً بينهما كجسرٍ لا ينقطع.

تلك الفجوة في اللغة تنشئ حولنا فراغاً محمّلاً بالدلالات.. كأسراب من المعاني تنفجر من كل فجوة.. يبدو لها أنه في أوقات كثيرة ليست فجوة فحسب، بل قنابل “ما وراء صوتية” مدوية.

 

 

آخر الأخبار
رئيس الهيئة المركزية للرقابة : لن نتوانى عن ملاحقة كل من يتجاوز على حقوق الدولة والمواطن   الرئيس الشرع: محاسبة مرتكبي مجازر الكيماوي حق لا يسقط بالتقادم   حشرات وعناكب بالألبان والأجبان   تشجيعاً للاستثمار .. محافظ درعا يتفقد آثار بصرى الشام برفقة مستثمر سعودي  إبراز المعالم الوقفية وتوثيقها في المحافل الدولية بالتعاون مع "الإيسيسكو" معرض دمشق الدولي..ذاكرة تتجدد نحو تنمية مستدامة  "خطوة خضراء لجمال مدينتنا".. حملة نظافة واسعة في كرناز 10 أطنان من الخبز... إنتاج مخبز بصرى الشام الآلي يومياً نداء استغاثة من مزارعي مصياف لحل مشكلة المكب المخالف قرابة  ١٠٠٠ شركة في معرض دمشق الدولي ..  رئيس اتحاد غرف التجارة:  منصة رائدة لعرض القدرات الإنتاجية تسهيلاً لخدمات الحجاج.. فرع لمديرية الحج والعمرة في حلب "الزراعة" تمضي نحو التحول الرقمي.. منصة إرشادية إلكترونية لخدمة المزارعين  اجتماع تنسيقي قبل إطلاق حملة "أبشري حوران "   مبادرة أهلية لتنظيف شوارع مدينة جاسم الدولرة تبتلع السوق.. والورقة الجديدة أمام اختبار الزمن السلوم لـ"الثورة": حدث اقتصادي وسياسي بامتيا... حاكم "المركزي"  يعلن خطة إصدار عملة جديدة بتقنيات حديثة لمكافحة التزوير عبد الباقي يدعو لحلول جذرية في السويداء ويحذر من مشاريع وهمية "الأشغال العامة".. مناقشة المخطط التنظيمي لمحافظة حماة وواقع السكن العشوائي "حمص خالية من الدراجات النارية ".. حملة حتى نهاية العام  محمد الأسعد  لـ "الثورة": عالم الآثار خالد الأسعد يردد "نخيل تدمر لن ينحني" ويُعدم واقفاً