حلقة باتت تكاد شبه مفقودة تلك التي تعد صلة وصل مهمة للغاية بين الطالب والمدرسة، لناحية العديد من المواضيع والجوانب التربوية والتعليمية، ولكثير من الأحداث والمشاكل التي قد تحدث يومياً وآنياً في المدارس، إضافة لعدم تفعيل الدور المهم لعمل الجهة التي يجب أن تتابع وتنسق بين الطالب والمدرس بالشكل المطلوب.
إذ يلاحظ عموماً عدم المبالاة التي تصدر من طلاب كثر لعدم اهتمامهم بالمدرسة ومتابعة دروسهم وغيابهم المتكرر، أو تراجعهم الدراسي، ومنهم من يحدث الشغب والفوضى، والمشاكل مع أقرانه الآخرين في المدرسة، إضافة لانتشار وتزايد ظاهرة التدخين بين الكثير من الطلبة سواء في المرحلة الثانوية، وحتى لطلاب من أعمار صغيرة أيضاً.
فغياب المتابعة والتواصل المستمر بين الأسرة والمدرسة، والذي يجب أن يكون في أقصى درجاته كأمر بديهي ومفروض لايحتاج لأي دعوة، مع كل انطلاقة للعام الدراسي، هو سبب مهم من أسباب تفاقم المشكلات المدرسية، وما ينجم عن هذه المشاكل من مشاكل أخرى تؤثر سلباً على استقرار الدراسة والتحصيل العلمي للطلاب بشكل عام.
كما أن العمل على حل الخلافات والمشكلات التي تحدث بين الحين والآخريأخذ حيزاً كبيراً من الوقت والجدال والنقاش حين استدعاء ولي أمر الطالب لحل المشكلة، لدرجة أنه يحدث خللاً في الوصول لحلول تضع حداً للمشكله أو حتى التخفيف منها، لاسيما ما يحدث من عنف بين الطلاب وحتى بين المدرس والطالب.
وتبدو بعض المدارس كجهة تربوية ومعنية غير قادرة على وضع حد لتجاوزات البعض من الطلاب وإحداثهم الفوضى والمشاكل غير عابئين بأية إجراءات أو عقوبات تجري بحقهم جراء مشاكلهم، فمنهم من يستغني عن الالتزام وتلقي الدروس، طالما في ذهنه مصدر آخر للحصول على المحتوى العلمي غير المدرسة من خلال تلقيه الدروس الخاصة.
ذلك كله يطرح أسئلة كثيرة حول أسباب غياب التنسيق والتواصل بين المدرسة والأسرة، مع ضرورة وضع أولياء أمور الطلاب بصورة حال أبنائهم في المدرسة وتقييم وضعهم الدراسي، والعمل الجماعي كجهات تربوية وأسرية للحد من مشكلات تحدث ولاتنتهي، بل هي في تفاقم، ما يتطلب مزيداً من المتابعة والتخفيف من سلبياتها ما أمكن.