المتابع لسياسة كيان الاحتلال الإسرائيلي على مدى العقود السبعة الماضية التي اتسمت بالعدوان والقتل والاعتقال والتدمير والتوسع والاستيطان ومصادرة الأراضي وحصار الفلسطينيين وما رافق ذلك من اعتداءات المستوطنين وتدنيس الأقصى بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي وغيرها من الاستفزازات والاعتداءات؛ كل ذلك يؤكد أن عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية كانت رداً على هذه الاعتداءات والسياسة العدوانية العنصرية الحمقاء لكيان الاحتلال الأمر الذي يعطي رسائل ودلالات على هذه العملية البطولية.
المقاومة الفلسطينية التي فاجأت العدو بهذه العملية البطولية حيث اخترقت جدران العدو وأجهزة الاستشعار وكل التكنولوجيا التي وضعتها قوات الاحتلال للمراقبة ومنع الفلسطينيين من الاقتراب هذا الاختراق أربك وأذهل العدو وأثبتت المقاومة الوطنية الفلسطينية التي اخترقت حصون كيان الاحتلال أن المشروع الصهيوني الاستعماري وحصونه هما أوهن من بيت العنكبوت وأن إرادة الفلسطينيين هي الأقوى وهذا ما أكدته أيضاً أعداد قتلى الكيان وعدد جرحاه واعتقال العشرات من جنوده وكبار ضباطه وهذا يدل أيضاً على شجاعة المقاومة وأن إرادة التحرير حاضرة ومتجذرة في وجدان كل طفل وشاب وكهل وامرأة فلسطينية.
كيان العدو الذي صبّ جام حقده وغضبه على الفلسطينيين عبر القصف الذي طال المنازل والأبراج السكنية في غزة وكذلك المدارس وحتى مدارس الأنروا لم تسلم من اعتداءاته كل الهستيريا الإسرائيلية واستخدام الأسلحة المحرمة دولياً وفرض الحصار وقطع الكهرباء والماء قوبل بمزيد من الصمود والتصدي للعدو الإسرائيلي حيث قواعد الاشتباك قد تغيرت ولم يكتف المقاومون الفلسطينيون بالتصدي إنما انتقلوا للهجوم تطبيقاً للمثل القائل خير الدفاع عن النفس هو الهجوم وتم اقتحام مستوطنات العدو القريبة من غزة و قصفت “تل أبيب” وعسقلان وسديروت برشقات صاروخية كبيرة وهذا يؤكد أن استخدام كيان الاحتلال للقوة الغاشمة لن يجلب الأمن والأمان للإسرائيليين.
ما يمكن استخلاصه من شجاعة المقاومة وعملية طوفان الأقصى أن الحقوق لاتموت بالتقادم والقوة الغاشمة سترتد وبالاً على مستخدميها وأن المقاومة الفلسطينية أقوى من أي وقت مضى وهي في تطور مستمر وأن التقدم العلمي والتكنولوجيا يقوي المقاومة و يعجل في زوال الاحتلال وأن ما بعد طوفان الأقصى ليس كما قبله فالأوهام الصهيونية في الاعتداء على الفلسطينيين في الزمان والمكان الذي يرغب به مسؤولو هذا الكيان لن يمر من دون عقاب وعملية طوفان الأقصى خير دليل على إرادة وعزيمة المقاومة بالرد على المعتدي واسترداد الحقوق المشروعة للشعب العربي الفلسطيني وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين إلى ديارهم.

السابق
التالي