دولارات ريمون

نشرت إحدى المنظمات الدولية المتخصصة بالغذاء والمناخ منذ سنوات تقريراً تقول فيه إن “المطرة” الواحدة على سورية تعادل ٣ ملايين دولار، هذه المعلومة أعادت إلى ذاكرتي صورة صديقي ريمون وهو يقف على الشباك ويتابع الأمطار الغزيرة ويقول: الله يبعت الخير، كل هالمطر دولارات”.

ما نشرته هذه المنظمة وما قاله صديقي كلام دقيق ولكن كيف نحول المطر إلى دولارات ؟

المطر يتحول إلى دولارات بشكل طبيعي من خلال الزراعة والمراعي والغابات وتوفير كميات كبيرة من المازوت لري المحاصيل وتوفير اليد العاملة لسقي المزروعات وأمور أخرى كثيرة يطول ذكرها.

محور القضية في تحويل الأمطار إلى دولارات هو القطاع الزراعي، وهذا القطاع أثبت ذلك بشكل واضح خلال كل الأزمنة، فصادراتنا بمجملها زراعية، وصناعاتنا تقوم على المنتجات الزراعية من القطن إلى القمح والتبغ والكونسروة والحرير فيما سبق والسكر والزيوت والصناعات الطبية ولذلك طالما هذا القطاع مستمراً بالتراجع وضعنا المعيشي مستمر بالتدهور.

متطلبات القطاع الزراعي معروفة وواضحة للجميع القاصي والداني،العام والخاص (بذار،سماد، محروقات ومبيدات) ولكن للأسف لم نستطع تأمين أي من هذه المتطلبات كل هذه السنوات، قد يكون الأمر في موضوع البذار مقبولاً بالنسبة للقمح والشعير ولكن بالنسبة لمحاصيل أخرى كالقطن والشوندر والبطاطا، فالأمر مختلف وكلنا سمع عن مشاكل البذار، أما المبيدات والمحروقات فيمكن تأمينها بطرق مختلفة لأن مبالغها مقبولة.

مشاكل القطاع الزراعي كلها يُمكن حلها أو تجاوز نسبة كبيرة منها إلا مشكلة السماد الذي لا يُمكن أن نزرع وننتج من دونه، فسعر السماد أعلى منه في كل دول الجوار بعدة أضعاف وكذلك النشرة العالمية، وهذا ما لا يمكن فهمه، فطبيعة الظروف من حصار وعقوبات يُمكن أن ترفعه بنسبة ٣٠ % ولكن ليس ٢٠٠ أو ٣٠٠ % ،فطن السماد عالمياً يتراوح بين ٣٥٠ و٥٠٠ دولار فلماذا يتجاوز سعره ٨٠٠ دولار ويصل إلى ١٠٠٠دولار وأكثر مع العلم أننا نقايضه بالفوسفات؟ هذا السعر المبالغ فيه جعل المزارع عاجزاً عن شراء كيس واحد بعد أن ذهبت أيام “خود حاجتك وعالموسم بتسدد”وذلك بسبب تغير سعر الصرف.

السماد يزيد الإنتاج بنسبة تزيد على ٤٠ % ولذلك عندما ينخفض الإنتاج تتضاعف التكاليف، فلا المزارع يربح ولا المستهلك يقدر على الشراء وبالمحصلة ترك الأرض والاكتفاء بزراعة الحاجة الشخصية.

عطاء السماء وإيمان الفلاح لا ينفع مع حكومات متعاقبة فشلت في مقايضة ترابها “الفوسفات” مع أصدقائها بحاجتها من السماد، ولم تكن الكميات الموردة على قلتها أكثر من ذر للرماد في عيون من عشق الأرض وآمن بها.

آخر الأخبار
الشعار يبحث تحديات غرفة تجارة وصناعة إدلب شراكة لا إدارة تقليدية.. "الإسكان العسكرية" تتغير! حمص.. 166 عملية في مستشفى العيون الجراحي أسواق حلب.. معاناة نتيجة الظروف المعيشية الصعبة مهارات التواصل.. بين التعلم والأخلاق "تربية حلب": 42 ألف طالب وطالبة في انطلاق تصفيات "تحدي القراءة العربية" درعا.. رؤى فنية لتحسين البنية التحتية للكهرباء طرطوس.. الاطلاع على واقع مياه الشرب بمدينة بانياس وريفها "الصحة": دعم الولادات الطبيعية والحد من العمليات القيصرية المستشار الألماني الجديد يحذر ترامب من التدخل في سياسة بلاده الشرع: لقاءات باريس إيجابية وتميزت برغبة صادقة في تعزيز التعاون فريق "ملهم".. يزرعون الخير ليثمر محبة وفرحاً.. أبو شعر لـ"الثورة": نعمل بصمت والهدف تضميد الجراح وإح... "الصليب الأحمر": ملتزمون بمواصلة الدعم الإنساني ‏في ‏سوريا ‏ "جامعتنا أجمل" .. حملة نظافة في تجمع كليات درعا سيئول وواشنطن وطوكيو تتفق على الرد بحزم على استفزازات بيونغ يانغ تنفيذي الصحفيين يجتمع مع فرع اللاذقية درعا.. تبرع بالدم لدعم مرضى التلاسيميا غارات عنيفة على النبطية .. ولبنان يدعو لوقف الاعتداءات الإسرائيلية "زراعة القنيطرة".. دعم الفلاحين بالمياه والمستلزمات للزراعات الصيفية فلاحو درعا يطالبون بتخفيض أسعار الكهرباء توفير الأسمدة والمحروقات