الثورة – منهل إبراهيم:
يعد الفسفور الأبيض سلاحاً حارقاً بموجب البروتوكول الثالث لاتفاقية حظر استخدام أسلحة تقليدية معينة، ويحظر البروتوكول استخدام الأسلحة الحارقة ضد الأهداف العسكرية الواقعة بين المدنيين، لكن “إسرائيل” لم توقع على الاتفاقية وتعتبر نفسها غير ملزمة بها.
واتهمت منظمة “هيومن رايتس ووتش” “إسرائيل” باستخدام ذخائر الفسفور الأبيض في عملياتها العسكرية في غزة ولبنان، قائلة إن استخدام مثل هذه الأسلحة المحرمة يهدد المدنيين بالتعرض لإصابات خطيرة وطويلة الأمد.
وتقصف آلة الحرب الهمجية الصهيونية قطاع غزة المحاصر بشكل مستمر، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 1500 شخص جلهم من الأطفال والنساء.
وقالت “هيومن رايتس ووتش” أمس الخميس إنها تحققت من مقاطع فيديو التقطت في لبنان في العاشر من تشرين الأول، وغزة في 11 تشرين الأول، تظهر “انفجارات جوية متعددة للفوسفور الأبيض الذي أطلقته المدفعية الصهيونية فوق ميناء مدينة غزة وموقعين على طول الحدود الفلسطينية اللبنانية”.
وقدمت رابطين لمقطعي فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، قالت إنهما يظهران “استخدام مقذوفات مدفعية من الفسفور الأبيض عيار 155 مليمتراً لحجب الرؤية أو وضع العلامات أو إرسال إشارات على ما يبدو”. وأضافت أن المقطعين يظهران مشاهد بالقرب من الحدود الفلسطينية اللبنانية.
ولم تقدم المنظمة روابط لمقاطع فيديو تظهر استخدام الفسفور الأبيض في غزة، لكن قنوات تلفزيونية فلسطينية بثت مقطعاً في الأيام الماضية يظهر أعمدة رقيقة من الدخان الأبيض في سماء القطاع، قالت إنها ناجمة عن هجمات صهيونية بذخائر الفوسفور الأبيض لاستهداف المدنيين.
وزعم الجيش الإسرائيلي في عام 2013 أنه سيتخلص تدريجياً من ذخائر الفسفور الأبيض التي استخدمها خلال هجومه على غزة بين عامي 2008 و2009، وهو ما أثار اتهامات بارتكاب جرائم حرب من مختلف جماعات حقوق الإنسان، وهو ما فعله جيش الاحتلال بالفعل من مجازر يندى لها جبين الإنسانية.
ولم يذكر جيش الاحتلال في ذلك الوقت ما إذا كان سيراجع أيضاً استخدام الفسفور الأبيض كسلاح، والمصمم لحرق المواقع التي يستهدفها، حيث يستهدف جيش الكيان تجمعات المدنيين التي تعج بالنساء والأطفال العزل، ويرتكب بحقهم أبشع أنواع القتل والترويع.