جاءت عملية طوفان الأقصى لتنهي مشروعات كاذبة وتسقط دعاوى وافتراءات سادت زمناً، وتؤسس لحالة تتوافق وتاريخ ومكانة وطبيعة العربي ودوره المتجدد في التصدي للعدوان على امتداد التاريخ، فخلال مئات السنين عرف العرب وبلدانهم أشكالاً من الاحتلال والقهر تماثل العدوان الصهيوني وتتشابه معه لتكون نهايتها انتهاء العدوان واندحار المعتدين نتيجة نهوض الأمة والتفافها حول قضية مصيرية.
والجامع الكبير بين أشكال العدوان المختلفة كان حال الضعف والهوان والتبعية التي يعيشها العرب، لكن النتائج تأتي بالانتصار الكبير، الأمر الذي يفسر جزءاً من عملية طوفان الأقصى المستمرة للأسبوع الثاني بكثير من الثبات والصمود والتصميم بمواجهة ترسانة الأسلحة الصهيونية، ومن خلفها ترسانات الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا.
واليوم يستعيد الفلسطينيون أمجاد أجدادهم في أجنادين وحطين وعين جالوت وحرب تشرين ويبدؤون معركتهم وحدهم مسلحين بخبرات كبيرة وتدريبات عسكرية دقيقة مكنتهم من القيام بمبادرتهم التاريخية ليخطوا سفراً مباركاً في تاريخ الصراع العربي الصهيوني ويدفعوا الغرب الاستعماري للتكشير عن أنيابه وإظهار موقفه الليئم المعادي للعرب وقضيتهم، وذلك من خلال استنفار كل القوى السياسية والإعلامية إضافة إلى القوة العسكرية الباغية وتهديد قوى التحرر في العالم كله.
ورغم تباين القوة ما بين أبطال فلسطين ومقاوميها من جهة وبين سلطات الاحتلال الصهيوني وداعميه فإن عملية طوفان الأقصى أسقطت دور تلك الترسانة بانتظار تطور المواجهات على الأرض لتكون النهاية المحتومة في انتصار قوى الحق وسحق العدو الصهيوني وهزيمته شر هزيمة.
