الثورة – إخلاص علي:
تهدّد موجات الجفاف والفيضانات والحرائق غذاء العالم، باعتبار أن هذه الكوارث تفعل فعلها في القطاع الزراعي، وفي ظل التوقعات بتعاظم الكوارث الطبيعية بسبب التغيير المناخي حذّر العلماء من أزمة أمن غذائي تصل حدّ المجاعة في كثير من مناطق العالم ولا سيما القارة الإفريقية.
نقص الغذاء بسبب التغيير المناخي يقابله في الجانب الآخر زيادة في عدد سكان الأرض ليقارب 10 مليارات نسمة عام 2050 ما يعني زيادة الطلب على المنتجات الزراعية.
هذا الخطر الذي يهدّد البشرية دفع إلى تداعٍ أممي للعمل باتجاهين، الأول للحدّ من انبعاث الكربون لخفض درجة حرارة الأرض درجة ونصف حتى عام 2030 وهذا يتطلّب استثمارات كبيرة جداً في موضوع الاعتماد على الطاقات المتجددة بدل الوقود الأحفوري ( نفط وغاز ).
أما الاتجاه الآخر فيكون من خلال اعتماد أنماط زراعية ذكية قادرة على التأقلم مع التغيرات المناخية بحيث يتم استنباط أصناف زراعية من النبات تعيش في تربة مالحة وتتحمّل الجفاف إلا أن تكاليف هذا الأمر عالية جداً أيضاً وربما لا تقدّر عليه الدول الفقيرة التي تعاني الفقر والجوع أساساً بسبب التغير المناخي.
التحدّي العالمي للغذاء يُحمّل الدول الغنية الصناعية المسؤولة بالأساس عن زيادة حرارة الأرض دفع فاتورتي خفض انبعاثات الكربون بضخ الاستثمارات في قطاع الطاقة وكذلك فاتورة اعتماد أنماط الزراعة الذكية ولكن حتى اليوم تحاول هذه الدول التنصّل من مسؤولياتها وهذا كان واضحاً في القمم المناخية المتعاقبة ولاسيما آخر ثلاث قمم في باريس وشرم الشيخ بمصر و غلاسكو بالمملكة المتحدة والتي انتهت إلى خُلاصات وتوصيات تنصّلت منها بعض الدول الصناعية ولاسيما الولايات المتحدة الأمريكية.
الأزمة الأوكرانية أضافت إلى قائمة مَن يعانون من الجوع 400 مليون شخص بسبب تعثّر نقل الحبوب من روسيا أكبر منتِج للحبوب و أوكرانيا ثامن منتِج للحبوب عالمياً ليزداد مشهد الغذاء العالمي تعقيداً وليضيف إلى أزمة الغذاء بعداً جديداً يجمع بين التغيرات المناخية والنزاعات والحروب بين الدول.