ندوة حول المقاومة “فكراً وإبداعاً”.. صوت الضمير الذي لا يموت

الثورة – فاتن دعبول:
ما يحدث الآن في فلسطين من مقاومة ونضالات وبطولات ليس هو البداية، فمنذ أن حطت أقدام الاحتلال في الأرض المقدسة، لم تهدأ الثورات على الجبهات كافة، بالسلاح والحجر تارة، وبالفكر والأدب والإبداع تارة أخرى.
وكثيرة هي الروايات التي حثت على المقاومة والنضال، وكانت تحمل في طياتها نبوءة الانتصار على العدو المحتل، فمهما طالت جولات الباطل، فلابد أن يعود الحق إلى أصحابه.
وانتصاراً لبطولات المناضلين في فلسطين ولملحمة” طوفان الأقصى” أقامت أكاديمية دار الثقافة بالتعاون مع المركز الثقافي” أبو رمانة” ندوة حول” المقاومة.. والرواية العالمية” قدم لها الكاتب والمخرج وليد عبد الرحيم بالقول: إن ما يخلق المقاومة عبر التاريخ هو الفكر والأدب، فعندما تكتب الفكرة تتحول إلى منهجية معينة، والجميع يدرك أن فلسطين هي من أوائل البلدان التي أنشئت على هذا الكوكب وفي المنطقة والعالم، ونقلت البشرية من الكهوف الصخرية إلى البيوت، ومن البدائية إلى الحضارة المدنية.
ووجه بدوره تحية إجلال وإكبار لهذا الشعب العظيم الذي يدفع الآن ثمن تأسيسه للحضارات، ويقاتل بشراسة وقوة، ويتحمل ما لم يتحمله شعب في تاريخ البشرية من أجل استعادة أرضه السليبة.
– كاتب الكفاح والفرح الإنسانيين..
توقف د. عاطف بطرس عند رواية” الشراع والعاصفة” للروائي حنا مينة، وبين أن جميع روايات حنا مينة تحمل في مضمونها روحه الكفاحية، وفي كل منها مقاومة، وللمقاومة طيف دلالي واسع، فهي ليست فقط بالسلاح، بل يمكن أن تكون بالكلمة، التي هي أقوى من السلاح.
وفي رواية” الشراع والعاصفة” يتحدث الروائي على لسان البطل” الطروسي” عن معاني المقاومة في مواقف ثلاثة، أولها عندما ابتعد عن البحر بسبب غرق المنصورة التي كان ريّسا لها، ورفض أن يعود إلا قائداً وريّساً، عاش الصراعات وتفوق فيها بشجاعته.
وفي اللحظ الثانية من مقاومته هي إنقاذه لسفينة” الرحموني” التي كادت تغرق في البحر بسبب عاصفة هوجاء، أما اللحظة الثالثة في حياة هذا البطل، فكانت عندما وظَّف مركبه الجديد لنقل الأسلحة للثوار.
هذه العناوين الثلاثة جميعها تحكي عن المقاومة على اختلاف أشكالها وأنواعها، بدأت من المواجهة بالسلاح ثم مواجهة الطبيعة، ثم عادت إلى مواجهة السلاح بنقل الأسلحة.

ويبين د. بطرس أن أبطال حنا هم إعادة إنتاج لتجربته وشخصيته في الحياة، الذي كان يرى أن” الحياة كفاح في البر والبحر” وأن المستقبل للمكافحين، واستطاع حنا أن يقدم عبر النص وحياته الشخصية منظومته الفكرية في المقاومة بأشكالها المختلفة بدءاً من يومياته البسيطة إلى أعلى أشكال المقاومة وهي التضحية بالنفس في سبيل القضية العادلة، وكان نموذجاً إنسانياً، قومياً، وطنياً.
– مقاومة سلمية..
وتعرض د. ماجدة حمود جماليات رواية المقاومة السلمية” صمت البحر” للروائي جان مارسيل بروللر التي كتبها في العام 1942 أثناء تخفيه من الاحتلال النازي لفرنسا، وصدرت في دار” منتصف الليل”، وقد أعاد للحكومة الفرنسية ميدالية الشرف احتجاجاً على مجازرها في الجزائر.
وبينت أن دراستها تندرج تحت لواء التمنيات بأن يقاوم الروائي بالكلمة، فيكتب رواية سلمية تقاوم بلغة مبتكرة بعيدة عن العنف، لكنها تحفر عميقاً في الوجدان.
وتدور أحداث الرواية في منزل تسكنه فتاة فرنسية مع والدها عندما يلجأ إليهم ضابط أماني طلباً للدفء، وينشأ نوع من الحوار بين الضابط والفتاة غيرت من تفكيره وتوجهه، لكنه فشل في إقناع أصدقائه من الضباط الألمان في العزوف عن مهمتهم في القضاء على فرنسا وحضارتها.
وأبرزت الرواية سمات شخصية الضابط المسالم والذي ينتمي للجيش النازي، وألمحت إلى أهمية التواصل في المشاعر والفكر الذي تصنعه الحضارة والتي تهتم بأعماق الإنسان وكل ما يشكل روحه ووعيه، وهي رغبة المؤلف في القضاء على الحرب بكل مظاهرها المدمرة ليفتح المجال أمام مثل هذا التواصل الحضاري.
– عين على فلسطين..
ولا يمكن الحديث عن المقاومة الفلسطينية دون الوقوف مطولاً عند ما كتبه الشهيد غسان كنفاني الذي استطاع على حد قول سعيد البرغوتي أن يبقي عينه مفتوحة على الواقع الفلسطيني ولم يغادره على مدى مسيرته الإبداعية، واستطاع أن ينجو من المباشرة في توجهه للإنسان الفلسطيني ناقداً ومحرضاً وغاضباً.
يقول سعيد البرغوتي: السكون والانتظار المرهون بالوهم والعجز الذي كان يعيشه الفلسطينيون منذ النكبة، عبَّر عنه غسان بحرقة حزينة بأعماله القصصية الأولى” أرض البرتقال، موت سرير رقم 12″ إلا أنه غادر الحزن والحرقة ليتحول إلى التحريض في روايته” رجال في الشمس، وليقرع جرس الإنذار محرضا” لماذا لم تدقوا جدران الخزان”

وعديدة هي الروايات التي تتالت في الحض على المقاومة، رواية” أم سعيد، عائد إلى حيفا” وغيرها من الروايات، فقد أصبح غسان كنفاني مهموماً بالانتماء ليخلص إلى مقولته المأثورة” إن الإنسان قضية، بعيداً عن أي انتماء آخر”
وتناول بدوره بعض نتاجات الكنفاني بالتحليل والوقوف عند تفاصيل رواياته التي تحمل على لسان أبطالها الكثير من فكر المقاومة والحض عليها، وقد حظيت هذه الروايات باهتمام كبير وتحول بعضها إلى أعمال سينمائية.

آخر الأخبار
عقاري حلب يباشر تقديم خدماته   ويشغل ١٢ صرافا آلياً في المدينة مسافرون من مطار دمشق الدولي لـ"الثورة": المعاملة جيدة والإجراءات ميسرة تحسن في الخدمات بحي الورود بدمشق.. و"النظافة" تكثف عمليات الترحيل الراضي للثورة: جاهزية فنية ولوجستية كاملة في مطار دمشق الدولي مدير أعلاف القنيطرة لـ"الثورة": دورة علفية إسعافية بمقنن مدعوم التكاتف للنهوض بالوطن.. في بيان لأبناء دير الزور بجديدة عرطوز وغرفة العمليات تثمِّن المبادرة مباركة الدكتور محمد راتب النابلسي والوفد المرافق له للقائد أحمد الشرع بمناسبة انتصار الثورة السورية معتقل محرر من سجون النظام البائد لـ"الثورة": متطوعو الهلال الأحمر في درعا قدموا لي كل الرعاية الصحية وفد من "إدارة العمليات" يلتقي وجهاء مدينة الشيخ مسكين بدرعا مواطنون لـ"الثورة": الأسعار تنخفض ونأمل بالمزيد على مستوى الكهرباء وبقية الخدمات الوزير أبو زيد من درعا.. إحصاء المخالفات وتوصيف الآبار لمعالجة وضعها أعطال بشبكات كهرباء درعا بسبب زيادة الأحمال جديدة عرطوز تستعيد ملامحها الهادئة بعد قرار إزالة الأكشاك استثماراً للأفق المستجد.. هيئة الإشراف على التأمين تفتح باب ترخيص "وسيط تأمين" جسر جوي _ بري مؤلف من أربعين شاحنة من المملكة العربية السعودية للشعب السوري الشقيق رئيس منظمة الهلال الأحمر لـ "الثورة" المساعدات ستغطي كامل الجغرافيا السورية وسيستفيد منها الجميع وزير العدل يلتقي وفداً من إدارة قضايا الدولة في انتظار وصول طائرتي مساعدات سعوديتين من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية إخماد حريق كبير في العصرونية بدمشق القديمة المسيحيون في حلب يحتفلون.. العيد عيدان