الثورة – ترجمة غادة سلامة:
إذا نظرنا إلى الفظائع التي ارتكبتها ألمانيا النازية، فإن السؤال المذهل والمثير للقلق هو: لماذا وكيف يمكن للعديد من الناس في ذلك الوقت أن يكونوا غير مبالين بالجرائم؟ وبعد هزيمة النازية، أبدى الناس أسفهم بشدة قائلين: “لن نسمح بمثل هذا الرعب مرة أخرى أبداً”.
ولكنهم سمحوا به، فما يحدث في غزة مرعب للغاية، حيث يتعرض الملايين من الأشخاص للقصف العشوائي المستمر وسط حصار كامل وانقطاع كامل للمياه والغذاء وغيرها من الضروريات الإنسانية الأساسية.
ومن المخزي، وبشكل لا يصدق، أن العالم يسمح بحدوث ذلك ــ مرة أخرى.
هذه المرة، ليس لديهم عذر مخفف للجهل ونقص المعلومات من أنظمة الاتصالات القديمة.
اليوم تُعرض جريمة القتل الجماعي في غزة على شاشة التلفزة لكافة أنحاء العالم وفي أوقات الذروة، والعالم يقف موقف المتفرج على جرائم الاحتلال الإسرائيلي.
يبدو أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قد وصل إلى طريق مسدود فيما يتعلق بحشد قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار وإرسال شاحنات المساعدات بشكل عاجل إلى قطاع غزة. لقد سُمح باستمرار أكثر من ثلاثة أسابيع من قتل للسكان المدنيين المحاصرين في غزة ـ بينما يتجادل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن القرارات السياسية.
وبعدد الضحايا من الأطفال والنساء الذي وصل تقريباً إلى 10,000 شخص، إضافة إلى أضعاف ذلك العدد من الجرحى. هذا مجرد ضحايا العنف.
ومع عدم وجود ماء أو طعام وإغلاق المستشفيات بسبب نقص الوقود، فمن المرجح أن يكون معدل الوفيات أكبر، علماً أن معظم الضحايا والجرحى هم من النساء والأطفال.
يشعر الكثير من الناس في جميع أنحاء العالم بالغضب من الإبادة الجماعية التي تمارسها “إسرائيل” بحق المدنيين المحاصرين في غزة، وهم يستنكرون جرائم الحرب الإسرائيلية التي تستهدف البشر والحجر.
على مدى عقود عديدة، أفلت الكيان الصهيوني من العقاب عن جرائم القتل الجماعي والاحتلال الإجرامي ضد الفلسطينيين.
ويجب أن يكون من الواضح أن جرائم ضخمة ترتكب عندما نرى أطفالاً وهم عبارة عن أشلاء بفعل الغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة عندما يتم تفجير المستشفيات، وعندما يُقتل المسعفون والصحفيون، وعندما يموت الأطفال بسبب إغلاق الحاضنات بسبب نقص الكهرباء. ويبقى السؤال المطروح دائماً وهو كيف يفلت هذا الكيان الصهيوني من العقاب؟
فلماذا لا تكون هناك إدانة عالمية لهذا الإجرام؟..
هناك احتجاجات عامة ضخمة وغضب في جميع أنحاء العالم ضد الإبادة الجماعية الإسرائيلية للفلسطينيين، لكن من المؤكد أنه يجب أن يكون هناك تحرك أكثر من ذلك لوضع نهاية قاطعة لهذه الوحشية الإسرائيلية فوراً.
المصدر – انفورمشين كليرنغ هاوس