الثورة – ترجمة رشا غانم:
في خطاب ألقاه خلال منتدى شيانغشان – بكين العاشر، طرح مدير برنامج شرق آسيا لمعهد كوينسي لفن الحكم المسؤول مايكل سوين شكوكاً حول لعب الصين الدور الرئيسي في حماية الأمن في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وذلك لأنها تزداد قوة يوماً بعد يوم.
ومن جهته، رد نائب وزير الخارجية السابق فوينغ على سوين:” صحيح بأن الولايات المتحدة تتفوق على الصين في مجالات مثل العلوم والتكنولوجيا، ولكن ذلك لا يعني بالضرورة بأنه ليس بإمكان كل من الصين والولايات المتحدة متابعة التنمية في مجالات متعددة مع الاستفادة من نمو بعضهما البعض”.
” والسؤال هنا، إذا كانت الصين بمثابة تهديد الآن بسبب حجم اقتصادها، فماذا سيحدث في حال أصبحت الهند الاقتصاد الأكبر؟”.
الحقيقة هي أن الولايات المتحدة تنظر إلى الصين على أنها تهديد وبشكل أساسي لأن قوتها التي تزداد شيئاً فشيئاً أصبح أمراً غير مقبول، ولربما كان المنطق الأميركي المنحرف مستمداً من “نظرية المنافسة على القوة” الغربية، ولكن الصين تختلف عن الدول الغربية من حيث أنها تتمتع بتاريخها الطويل وحضارتها ومعاييرها وقيمها الأخلاقية، والأهم من ذلك كله أنها دولة اشتراكية، وعلاوة على ذلك، اقترحت الصين المساعدة في بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية، وتعزيز المساواة والمنفعة المتبادلة والاحترام المتبادل، واحترام حق كل دولة في اختيار طريقها التنموي.
وإذا حكمنا من خلال منطق سوين، فلسوف يكون بوسع الصين أن تلعب الدور الرئيسي في حماية الأمن في منطقة آسيا والمحيط الهادئ حتى لو ظلت دولة فقيرة، فهل هذه حجة منطقية؟.
الصين لا تهدد أي دولة، ولقد وصلت إلى ما هو عليه بسلام وستستمر في النمو والازدهار بسلام، وما جعل الولايات المتحدة متوترة هو النظام العالمي المتغير وظهور اقتصادات السوق مثل الصين، فهي تخشى أن تفقد مكانتها الرائدة في العالم.
حيث تواجه الولايات المتحدة مشاكل في الداخل وعلى الساحة العالمية اليوم بسبب الأخطاء الجسيمة التي ارتكبتها، والصين ليست مسؤولة عن المأزق الذي تعيشه، ولا أحد يعرف كم من الوقت قد يستغرق الأمر من الولايات المتحدة حتى تدرك سوء تقديرها للصين، أو كم من الوقت قد يستغرقها الأمر قبل أن تلعب دوراً إيجابياً في العلاقات الإقليمية والدولية، حيث رفضت كل الدول الآسيوية تقريباً الانحياز إلى أحد الجانبين في المنافسة التي شنتها الولايات المتحدة ضد الصين، وذلك لأنها لا تريد أن تصبح ضحية لسياسات القوة، وعلى هذا فإن الولايات المتحدة سوف تجد نفسها قريباً وحيدة إذا استمرت في محاولة تقسيم منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وتسييس أجندة التنمية في المنطقة.
المصدر – تشاينا ديلي