الثورة – ترجمة محمود اللحام:
تعلمنا التجربة أن الغرب المهيمن يريد أن يحكم العالم، ويبذل قصارى جهده لإدامة حقيقة وجود عالم أحادي القطب مع الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الأوروبيين، رغم أن كل واحد منهم متذمر مثل الآخر، لكن العالم يتغير وتتشبث الدول الغربية برؤية رجعية سوف تصبح أقل شيوعاً عاجلاً أم آجلاً.
وقد أدلى رئيس الوزراء الفرنسي السابق دومينيك دو فيلبان بشهادة واضحة على العكس من ذلك، حيث كرر نهجه المزدوج: رفض القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، وضرورة إيجاد مسار سياسي نحو السلام من خلال إعادة الأمور إلى طاولة المفاوضات لحل القضية الفلسطينية.
وكرر دو فيليبان أن “حق “الدفاع عن النفس” الذي طرحته الحكومة الإسرائيلية بدعم من الدول الغربية لا يعطيها الحق في “الانتقام العشوائي” من “السكان المدنيين الذين يموتون في غزة. ويضاف إلى هذه “الفجوة الوجودية” “الفجوة الجيوسياسية” وخطر امتداد الصراع بينما العالم منقسم بين الغرب و”الجنوب العالمي، أي بقية العالم”، والتساؤل هنا، أين الغرب من “الأخلاق” أو المعايير المزدوجة التي يندد بها الجميع.
“لكن انظر إلى كيفية معاملة السكان المدنيين في غزة… أنت تدين ما حدث في أوكرانيا وأنت خجول للغاية في مواجهة الدراما التي تجري في غزة”.
أما الانتقاد الآخر فيتعلق بعدم امتثال “إسرائيل” لقرارات الأمم المتحدة، بينما يفرض الغرب عقوبات على روسيا لنفس السبب.
“على مدى 70 عاماً، صدرت قرارات الأمم المتحدة ضد إسرائيل عبثاً”، يجب ألا “نقتل المستقبل”، و”يجب على الغربيين أن يفتحوا أعينهم” على حقيقة ما يحدث. ويذكر دومينيك دو فيليبان أن الإسرائيليين أخرجوا حل الدولتين من مخططهم، ويريدون إلغاء القضية الفلسطينية.
سنفهم أن فرنسا ما بعد ديغول، ما بعد شيراك، أصبحت غير معروفة بسبب ابتعادها عن “سياستها العربية”.
إن المسمار الأخير في نعش خسارة فرنسا لسيادتها هو مسؤولية ساركوزي، الذي ربط فرنسا بمنظمة حلف شمال الأطلسي، ودمر سياسة فرنسا الديغولية، فقد سلمت نفسها للصهيونية التي تمنعها من أي استقلالية في الحكم دون أن تمجد “إسرائيل”.
وبينما تحتج موجات عارمة من الإنسانية في جميع أنحاء العالم الغربي ضد الجرائم الإسرائيلية ضد الكائنات العزل، يُمنع المواطنون في باريس من الاحتجاج، وتم تغريم أكثر من ألف مواطن شاركوا في مسيرة شاتليه لدعم سكان غزة مبلغ 135 يورو، بينما يُسمح فقط بـ “حقوق الإنسان الإسرائيلية”.
المصدر – موندياليزاسيون