الثورة – ترجمة محمود اللحام:
اتضح الآن أن ما يقرب من نصف القتلى الإسرائيليين كانوا من المقاتلين، وأن القوات الإسرائيلية كانت مسؤولة عن مقتل بعض المدنيين الإسرائيليين، وأن “تل أبيب” نشرت معلومات كاذبة عن الفظائع التي يرتكبها الفلسطينيون لتبرير هجومها الجوي المدمِّر ضد المدنيين الفلسطينيين في غزة.
واليوم، ترسم الإحصاءات التفصيلية للضحايا التي تنشرها صحيفة هآرتس الإسرائيلية اليومية صورة مختلفة تماماً. وحتى 23 تشرين الأول، نشرت الصحيفة معلومات عن 683 إسرائيلياً قُتلوا خلال هجوم 7 تشرين الأول، ومن بينهم 331 ضحية – أو 48.4% – تم التأكد من أنهم جنود وضباط شرطة، بما في ذلك العديد من النساء.
ولم يتم حتى الآن تسجيل أي حالة وفاة لأطفال دون سن الثالثة، ما يشكك في الفرضية الإسرائيلية القائلة بأن المقاومين الفلسطينيين كانوا يستهدفون الأطفال الرضع.
مقالة نشرتها صحيفة “هآرتس” باللغة العبرية في 20 تشرين الأول، والتي تظهر باللغة الإنجليزية فقط في مقالة “موندويس” التي يجب قراءتها، ترسم قصة مختلفة تماماً عما حدث في بئيري في ذلك اليوم، يكشف أحد سكان الكيبوتس الذي كان بعيداً عن المنزل تفاصيل جديدة مذهلة.
“يرتعش صوته عندما يتحدث عن رفيقته التي كانت آنذاك محاصرة في ملجأها. ووفقاً له، فقط في ليلة الاثنين (9 تشرين الأول)، وبعد ذلك اتخذ القادة على الأرض قرارات صعبة – بما في ذلك قصف المنازل مع جميع سكانها من أجل القضاء على ما يدعونهم بالإرهابيين والرهائن، ثم أكمل الجيش الإسرائيلي الاستيلاء على كيبوتس، وكان الثمن باهظاً: فقد قُتل ما لا يقل عن 112 شخصاً من بئيري.
يبدو أن هذه الرواية تشير إلى أن قرار مهاجمة الكيبوتس وكل من فيه تم اعتباره بمثابة حسابات عسكرية واضحة”، وفق ما يضيف موندويس.
وتشير التقارير إلى أن القيادة العسكرية الإسرائيلية أصدرت أوامر بمهاجمة المنازل ومناطق أخرى داخل الكيان، حتى على حساب أرواح العديد من الإسرائيليين.
و”سواء قتلت إسرائيل مواطنيها الأسرى في غزة عمداً أم لا، فقد كانت لديها حساسية غريبة تجاه إطلاق سراحهم فوراً، في 22 تشرين الأول، بعد رفض عرض المقاومة بإطلاق سراح 50 رهينة مقابل الوقود، رفضت “إسرائيل” عرضها بإطلاق سراح يوتشيفيد ليفشيتز، ناشط السلام الإسرائيلي البالغ من العمر 85 عاماً، وصديقتها نوريت كوبر، البالغة من العمر 79 عاماً.
وعندما قبلت “إسرائيل” إطلاق سراحهما، أظهر مقطع فيديو يوشيفيد ليفشيتز وهو يصافح أحد النشطاء في غزة ويهتف “شالوم” بينما كان يرافقه إلى خارج غزة، وخلال مؤتمر صحفي، روت المعاملة الإنسانية التي عاملها بها خاطفوها.
لقد تم التعامل مع مشهد إطلاق سراح ليفشيتز على أنه كارثة دعائية من قبل خبراء الدعاية في الحكومة الإسرائيلية، ولم يكن الجيش الإسرائيلي أقل استياءً من حريتها المفاجئة.
المصدر – موندياليزاسيون