زراعة الموز.. انقلبت الموازين بين ماض شحيح وحاضر ناجح.. مطالبات بتنظيمها وضبطها ووقف الاستيراد

الثورة – وفاء فرج:
بدأت في التسعينات إلا أنها لم تلق النجاح الذي حققته  حالياً زراعة الموز، والتي تعتبر من الزراعات الناجحة ذات الإنتاجية العالية في الساحل السوري، وأصبحت تشكل لبعض الأسر مصدراً رئيسياً للرزق، إضافة إلى أن زراعته توفر القطع على الدولة جراء استيراد الموز، إضافة إلى أن هذه الزراعة تشكل رافداً حقيقياً للاقتصاد الوطني، وبحسب إحصائيات مديرية زراعة طرطوس فإن المساحات المزروعة خلال موسم العام الحالي بلغت  1775 دونماً زراعة محمية، و998دونماً مكشوفة،   وتقديرات الإنتاج نحو ٥ آلاف طن، فما الذي تغير حتى حققت هذه الزراعة هذا النجاح وماهي احتياجاتها للاستمرار خاصة أنه لا يوجد ما يمنع التوسع فيها ؟ وعليه ..ماذا قال المزارعون؟
المزارع موسى فارس فارس أكد أن الاتجاه نحو هذه الزراعة كان نتيجة نجاحها وقلة تكاليفها مقابل ارتفاع تكاليف الزراعات المحمية الأخرى كالبندورة والباذنجان وغيرها من الزراعات المحمية التي لم تعد تحقق لنا أي ريعية نتيجة الأسباب المذكورة آنفاً، وحتى كنا نتعرض للخسارة لكثرة احتياجاتها الزراعية.
مردود جيد..
وبين فارس أن الاتجاه إلى زراعة الموز كان بهدف تحقيق الاستمرارية موضحاً أنه بدأ في هذه الزراعة منذ ثلاث سنوات وكان المردود جيداً جداً والتكاليف أقل ولم يعد يزرع في أرضه من الخضار سوى ١٠% والباقي لزراعة الموز مؤكداً أن العائد حالياً جيد إذا ما تم التخفيف من الاستيراد، مبيناً أن إنتاجه من الموز حتى الشهر الخامس من العام القادم يصل ما بين ٤٠ إلى ٥٠ طن موز، منوهاً أن الإنتاج حالياً من مادة الموز لا يغطي حاجة السوق، ولكن مع اتجاه المزارعين للتوسع في هذه الزراعة  يمكن أن نصل لمرحلة جيدة كما أن الأسعار ستكون حسب العرض والطلب، مؤكداً أن الأسعار حالياً مشجعة مقارنة بأسعار المنتجات المحمية الأخرى.
نتائج إيجابية..
بدوره المزارع محمد أحمد الشغري أكد أن هذه الزراعة جديدة ونتائجها إيجابية نتيجة انخفاض تكاليف زراعتها مقارنة مع متطلبات الزراعات المحمية الأخرى من عبوات وعمالة وشحن بينما زراعة الموز تكلفة واحدة فقط ( شتول وأسمدة وسماد عضوي ).
120 بيتاً بلاستيكياً..
وقال: أهم ما يعاني منه مزارعو الموز هو الاستيراد علماً أن لدينا منتجاً وطنياً يضاهي بالجودة والمواصفة الموزاللبناني مشيراً إلى أنه يوجد حالياً نحو ١٢٠ بيتاً بلاستيكياً في طرطوس، وهناك انتشار لهذه الزراعة بالساحل بنسبة تتراوح مابين ٢٠%  ويمكن أن تصل إلى ٤٠% في حال كانت بيئة الزراعة وما تحتاجه من مستلزمات إنتاجية وتسويق جيدة، يمكن أن تتضاعف هذه الكميات مشيراً إلى أن كميات إنتاجه خلال أربعة أشهر تصل إلى ٧٠ طناً.
وأكد أن العناية وتوفير المستلزمات والخبرة الزراعية والتسويق الجيد هو الذي يسهم في انتشار هذه الزراعة بشكل واسع إضافة إلى تخفيض الاستيراد لمادة الموز، علماً أنه كان هناك مطالبة بذلك، حيث تم تخفيض كميات الاستيراد من  ٥٠ ألف طن إلى ٢٠ ألف طن.
ولفت الشغري إلى أن أهم الصعوبات التي تواجههم كمزارعين للموز هي وجود عدة أمراض تصيب هذه الزراعة إضافة إلى وجود الاستيراد والتهريب الذي يقوم به البعض عندما تكون الأسعار مرتفعة ونطالب بوقف التهريب وتخفيض الاستيراد.
مصدر للدخل..
أما المزارع سامر زيدان من بانياس أكد أن زراعته لأشجار الموز تشكل  مصدراً أساسياً للدخل، ويوفر فرص عمل لـ 8 عمال ويوليه الكثير من الاهتمام والرعاية على مدار 24 ساعة، مشيراً إلى أنه أصبح يمتلك خبرة كافية حول كيفية العناية بهذا المحصول من حيث التسميد والري ومكافحة الآفات الزراعية التي تصيبه وغيرها، وخاصة أنه بدأ زراعته في تسعينيات القرن الماضي ليتوقف بعدها ويعيد إحياء زراعته منذ خمس سنوات.
وأشار زيدان إلى أن المساحة التي يزرعها تبلغ نحو عشرة دونمات مكشوفة وستة دونمات محمية ومشتلاً زراعياً، حيث قام بتوزيع نحو 20 ألف شتلة موز خلال العام الحالي بمحافظة طرطوس، لافتاً إلى أن سبب الإقبال الجيد لزراعته يعود لتوافر الظروف المناخية الملائمة من حرارة ورطوبة ومياه إلى جانب زيادة كميات الإنتاج.
قديمة جديدة..
من جهته مدير مكتب الشؤون الزراعية في الاتحاد العام الفلاحين محمد الخليف قال: إنه نتيجة للظروف المناخية التي اختلفت في  العام الماضي  لم يأت صقيع أو برد فساهم ذلك في زراعة الموز ونجاحها، ولذلك كان الإنتاج جيداً في طرطوس كون المساحة المزروعة أكبر وكذلك الإنتاج في اللاذقية يبشر بالخير.

بدوره مدير زراعة طرطوس المهندس علي يونس بين أن هذه الزراعة تشهد تطوراً للمرة الثانية ونتيجة التغير المناخي الذي حصل وأدى لنجاح هذه الزراعة مبيناً أنها كانت موجودة في عام ١٩٩٣ ولاقت الدعم من الدولة حيث تم منح المزارعين قروضاً للتوسع إلا أنها لم تلق النجاح المطلوب نتيجة انخفاض المردود وفتح الاستيراد لمادة الموز في حينه، مؤكداً أنه حالياً هناك تحسن في واقع هذه الزراعة.

 

آخر الأخبار
جهود مضنية لاحتواء حرائق غابات في جبل التركمان والفرنلق حرائق الساحل.. ترميمها يحتاج لاستراتيجية بيئية اقتصادية اجتماعية خطة طموحة لتحسين خدمات المستشفى الوطني الجامعي.. استشارات وحجز مواعيد وتفاعل مع المرضى والمواطنين بك... أريحا بتستاهل.. مبادرة تطوعية تؤهل أكبر حدائق المدينة أطفال الشوارع.. براءة مهدورة.. انعكاس لأزمة مجتمعية وتجارة يستثمرها البعض  تمديد فترة استلام محصول القمح في ديرالزور استئناف استلام محصول التبغ في حماة إنهاء التشوهات في سعرالصرف يتطلب معالجة جذرية  التحول نحو الاقتصاد الحر.. خطوات حاسمة لدعم المصرف المركزي السوري فزعة الأشقاء.. الأردن يهبّ لمساندة سوريا في إخماد حرائق الساحل أول شحنة منتجات من المدينة الصناعية بحسياء إلى الولايات المتحدة الأميركية رئيس الجمهورية يتابع ميدانياً جهود الاستجابة لحرائق ريف اللاذقية  تشكيل مجموعة العمل المشتركة حول التقنيات المالية بين مصرف سوريا المركزي ووزارة الاتصالات 138 خريجاً من مدرسة التمريض والقبالة في حلب يؤدّون القسم تحفيز إبداع فناني حمص مبادرة وطنية لحفظ وتثمين التراث السوري الهيئة الوطنية للمفقودين تطلق المرحلة الأولى من عملها هوية دمشق القديمة.. حجر اللبون بين سوء تنفيذ.. وترميم غير مدروس بحث تطوير مطار حلب وخطوات جديدة نحو الإقلاع الاقتصادي حركة نشطة عبر معبر السلامة.. أكثر من 60 ألف مسافر في حزيران وعودة متزايدة للسوريين