معاناة بسبب تغيير واختصار خطوط باصات النقل الداخلي بدمشق.. مطالب بالجملة للركاب والسائقين والشركة تعد بالمعالجة
دمشق- الثورة – وعد ديب:
معاناة حقيقية يعيشها المواطن يومياً بانتظار وسيلة النقل الداخلي تقله إلى مكان وجهته, وتنتهي غالباً بالتأخر عن موعده, في ظل الانتظار الطويل, ويعزى السبب في أغلب الأحيان إلى تغيير بعض السائقين لباصات النقل الداخلي بدمشق خط سيرهم واختصاره من دون دراية وعلم مسبق للمواطن بذلك.
وبهذا الخصوص وصلت شكاوى عديدة لـصحيفة الثورة من مواطنين وموظفين وطلاب جامعة عن عدم تخديم بعض الخطوط لهم واختصار طرقاتها من قبل سائقيها, ومنها على سبيل المثال لا الحصر خط الدوار الجنوبي.
وفي سياق ذلك، ولدى وصولنا إلى شركة النقل الداخلي بدمشق، لنقل معاناة المواطنين وما هي الحلول المناسبة لحل تلك المعاناة.. استوقفنا عددا من سائقي باصات شركة النقل الداخلي, وتحدثوا عن معاناتهم أيضاً، والتي تكمن بزيادة الإيراد إلى ٥٠٠ ألف ليرة سورية بعدما كانت ٤٠٠ ألف ليرة, يسلمها السائق من حسابه قبل صعوده للقيام بعمله مقابل قطع دفتر التذاكر, ومن الممكن أن يعود لتحصيلها وزيادة فوقها, أو العكس صحيح بحسب زعمهم.
أحد السائقين تحدث عن المعاناة في إصلاح الباصات وقطع الغيار، مبيناً أن هذا كله على حساب السائق، قائلاً: نحن موظفي دولة ونعامل معاملة القطاع الخاص ودوامنا يمتد في بعض الأحيان لأكثر من ٨ساعات, فيما قال سائق آخر: بعد أن أصبحت بعض الخطوط تابعة لشركات القطاع الخاص، كخط منطقة صحنايا والباردة قل العمل لدينا، ولم نعد نستطع الالتزام بمبلغ الإيراد الجديد الذي ألزمنا به.
هذه التساؤلات وغيرها توجهنا بها إلى مدير عام شركة النقل الداخلي في دمشق المهندس محمد أبو رشيد, حيث قال وفي معرض رده على الشكاوى إن عدد من الخطوط ومنها الدوار الجنوبي عادت إلى عهد خطها السابق من منطقة المواساة باتجاه وزارة التعليم العالي والجمارك مباشرة، أما المرور بساحة الأمويين فقد كان نتيجة بعض التحويلات الطرقية والإغلاقات بسبب الأزمة التي مرت بها البلاد.
وأوضح أنه بالرغم من ذلك وبسبب أن هذا الموضوع أحدث إشكالية عند البعض ومنهم طلاب الجامعات لا مانع لدينا من تسيير الباصات ومرورها بكلية الآداب- ساحة الأمويين- متابعة خط سيرها المعتاد, وسنعمم على جميع السائقين الالتزام بذلك.
وبيّن أبو رشيد أن عدد باصات النقل الداخلي بشكل عام في دمشق وريفها مابين ١٠٠-١٢٠ باص نقل داخلي، منها ١٨- ٢٠ باص نقل دوار جنوبي, ولدينا ٣٤ باصاً لخدمة جهات القطاع العام بموجب عقود سنوية, وأن هناك باصات كانت تخدم مناطق معينة وتم توقيف العمل بها لعدة لأسباب, كخط جرمانا- مواساة وسيعاد العمل بتفعيل هذا الخط.
ورداً على سؤال حول تجزئة التعرفة, أوضح مدير شركة النقل الداخلي أنه لا توجد تجزئة للتعرفة وهذا قرار من محافظة دمشق حتى لا نقع بإشكالية مع المواطن وإضاعة الوقت, مضيفاً أنه يوجد لجان للتفتيش على الباصات ومن حيث أداء عملها فإن مهمتها مراقبة إغلاق الأبواب أثناء سير الباصات والالتزام بكتابة تعرفة الركوب وأمور النظافة وغير ذلك, وكل سائق يخالف معرض للعقوبة ضمن القوانين والأنظمة المتعارف عليها وفق نظام الشركة, وعن إيرادات شركة النقل الداخلي فهي بحدود مليار و٤٠٠ مليون ليرة سورية شهرياً.
وبحسب أبو رشيد فإنها توظف وتصرف على الرواتب وقطع التبديل والزيوت وخدمات الصيانة وغيرها, موضحاً أن الشركة خدمية ذات طابع اقتصادي والنقل مأجور ومن المفروض أن الإيرادات تغطي النفقات.
وعن الصعوبات التي تعاني منها الشركة أشار إلى نقص بعدد المهندسين وقلة عدد الفنيين الذين يعملون وعددهم أقل من ٤٠ عاملاً لاستكمال إجراء إصلاح الباصات.
وفيما يتعلق بمشكلات السائقين وزيادة الإيراد الواجب دفعه, أكد مدير الشركة أن الزيادة يومان فقط وليس كامل الأسبوع, وهو بمثابة تعويض للسائقين وقت اللزوم من طبابة ولباس وحوافز، ونفقات تشغيل الباصات وتحقيق ميزانية تعود بالنفع على جميع الأطراف, معتبراً أنه لا يوجد سائق خاسر مادياً.
ويمكن القول.. إن لخطوط النقل الداخلي دوراً مهماً وحيوياً بما تقوم به من تخديم للمواطنين بالتنقل لمسافات طويلة تختصر جهد ومردود التنقل بعدة وسائط نقل, لكن المطلوب تنظيم هذا القطاع أكثر حتى لا ينهك المواطن بالانتظار الطويل، لتكون المشكلة الأكبر بعدها بضيق المسافات التي يتعرض لها ضمن الباص.