الثورة – ترجمة رشا غانم:
وضعت معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا اتفاقاً رئيسياً للحد من الأسلحة في حقبة الحرب الباردة بين روسيا ومنظمة حلف شمال الأطلسي، كما وضعت حدوداً متساوية للدبابات والمدفعية والطائرات التي يمكن نشرها في أوروبا.
ولدورها في الحد من التعزيز العسكري التقليدي في أوروبا، كانت المعاهدة – التي شكلت الآلية التاريخية للحد من الأسلحة – ولعقود بمثابة حجر الزاوية في الهيكل الأمني عبر المحيط الأطلسي، ولهذا السبب أعرب بعض المراقبين عن أسفهم لانهيارها.
وبعد كل شيء، وقعت موسكو في 2 تشرين الثاني الجاري قانوناً يسحب التصديق على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، في انتكاسة واضحة للحد من الأسلحة النووية العالمية.
وبدوره، رد الناتو على الفور بعد إعلان وزارة الخارجية الروسية أن إجراءات انسحاب روسيا من القوات المسلحة التقليدية في أوروبا قد اكتملت، معلنة تعليق التزاماتها المقابلة “طالما لزم الأمر”.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن هذه الخطوة لن يكون لها أي “تداعيات مباشرة” لأن المعاهدة كانت بالفعل “آلية ميتة”، وكانت روسيا قد علقت من جانب واحد التزاماتها بشأن القوات المسلحة التقليدية في أوروبا في عام 2007، قائلة أن المعاهدة فقدت الاتصال بالواقع الحديث.
هذا وتم اتخاذ هذه الخطوة كرد فعل على انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية ومعاهدة القوات النووية متوسطة المدى، فضلاً عن رفضها تجديد معاهدة ستارت الجديدة في السنوات الأخيرة.
لقد قوضت الآثار التراكمية لهذه التحركات بشكل خطير التوازن الأمني عبر المحيط الأطلسي وهددت السلام والاستقرار على المدى الطويل، ولكن الخطوة الأخيرة قد تكون أكثر من مجرد وضع بقية معاهدة طويلة الأمد من جانب روسيا.
وبعد الإعلان، ورد بأن بيسكوف أفاد لوسائل الإعلام الروسية بأن الجانب الأمريكي يجب أن يتخذ موقفاً بناء أكثر بشأن روسيا من أجل اتصال محتمل رفيع المستوى، ونقل عنه قوله بأن “الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صرح مراراً وتكراراً أنه مستعد لأي اتصالات”.
وأضاف بيسكوف لوسائل الإعلام: إن الحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة ضروري بشكل لا لبس فيه، لكن لا يمكن أن يحدث في وضع تحاضر فيه دولة ما دولة أخرى، وقال إنه فقط عندما يُجبر على العودة إلى مواقف بناءة وواقعية يمكن إحياء الحوار المناسب كجزء من الجهود المبذولة لتشكيل نظام أمني أوروبي جديد.
موسكو مستعدة للحوار، لذلك من الممكن اتخاذ نوع من الترتيبات الأمنية، طالما أن الولايات المتحدة مستعدة للانخراط بشكل بناء مع روسيا على قدم المساواة.
المصدر – تشاينا ديلي