الثورة – فؤاد مسعد:
وصلت التحضيرات إلى نهاياتها استعداداً للحفل الموسيقي “سيمفونية البطولة” الذي يُقدم تحية لفلسطين، وتحييه الفرقة السيمفونية الوطنية السورية بقيادة المايسترو ميساك باغبودريان، وذلك مساء يوم الثلاثاء القادم على مسرح الدراما في دار الأسد للثقافة والفنون، وفي إطار تقديمه للحفل قال المايسترو باغبودريان “لأنها الموسيقا القادرة على ترجمة مشاعرنا وأفكارنا، الجامعة للمجتمع في حالة من المشاركة الاجتماعية الإنسانية للهموم والتطلعات، ننتظركم لنتشارك مؤلفات موسيقية تحكي ما لا تستطيع تعبيره الكلمات” .
وحول برنامج الحفل أكد في حديثه لصحيفة الثورة أنه يتضمن عملين موسيقيين، افتتاحية أوبرا “قوة القدر” للمؤلف الإيطالي جوزيبه فيردي، والسيمفونية الثالثة التي تحمل اسم “البطولية” للمؤلف بيتهوفن، وهو عمل مؤلف من أربع حركات الثانية منها تحمل عنوان مارش جنائزي وغالباً ما يتم بث هذه الحركة في وسائل الإعلام أيام الحداد الرسمي.
وعن أهمية إقامة هذا الحفل الموسيقي اليوم في ظل ما يحدث في فلسطين ويحمل عنوان “سيمفونية البطولة”، يقول: “بالنسبة للحفلات والأمسيات الموسيقية، فقد اعتمد الإنسان المشاركة الجماعية للاستماع الموسيقي لتكون ممارسة للتشارك الاجتماعي سواء للمناسبات الحزينة أو السعيدة، وكانت الحفلات الموسيقية بالنسبة لنا نحن الموسيقيون السوريون خلال سنوات الحرب في سورية، وسيلة تعبير عن مشاعرنا وممارسة لواجبنا الاجتماعي الإنساني لمجتمعنا من خلال الموسيقا والتي حملت رسالة الأمل ونشر الطاقة الإيجابية في المجتمع، ونجد أنفسنا اليوم مرة أخرى على المسرح لنوجه تحية لفلسطين وشعبها البطل من خلال أعمال موسيقية تواكب الأحداث والمشاعر التي نعيشها”.
كيف يمكن ترجمة المقولة التي كتبها معرفاً بالأمسية “مؤلفات موسيقية تحكي ما لا تستطيع تعبيره الكلمات”؟.. لفت إلى أنه “يستطيع الإبداع الموسيقي للمؤلفين الموسيقيين من تحويل أفكارهم إلى نوطات موسيقية تنتقل عبر الزمن إلى أجيال جديدة ومن خلال أداء الموسيقيين تعود هذه الأفكار للحياة وتصل إلى المستمعين ليترجم كل مستمع هذه الموسيقا بطريقته وفي لاوعيه لمشاعر وأحاسيس وأفكار.
وقد أثبتت التجربة أن تفاعل كل شخص مع مقطوعة موسيقية معينة يكون وفقاً لتجربته وتاريخه وحالته النفسية، وبالتالي تتجلى قدرة الموسيقا في التعبير عن مشاعرنا أكثر من قدرات الكلمات في الكثير من الأحيان”.