الثورة – عبد الحميد غانم:
شكلت الحركة التصحيحية التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد في السادس عشر من تشرين الثاني عام 1970 منعطفاً مهماً في مسيرة التقدم والتطوير في سورية بل أيضاً في مسيرة التغيير وتعزيز الموقف الثابت والصمود لدى الأمة العربية.
لقد حولت الحركة التصحيحية سورية من دولة منفعلة ومتأثرة بالعوامل الخارجية إلى دولة فاعلة ومؤثرة في مجمل التطورات والأحداث الجارية في المنطقة والعالم، تقود النهج القومي للأمة العربية دفاعاً عن كرامة الأمة وحقوقها المشروعة.
وفي سورية عملت الحركة التصحيحية على تغيير وتطوير مجالات الحياة ومكونات الوجود الوطني والقومي، ورسخت مبادئ الوحدة الوطنية والقومية، مثلما أولت الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية والعسكرية اهتماماً خاصاً، لاسيما وأنها انبثقت من مسيرة نضالية لحزب البعث العربي الاشتراكي، وارتكزت على قيادة واعية ومخلصة للوطن والأمة .
ونحن اليوم إذ نقف أمام الذكرى الـ 53 للحركة في ظل أوضاع عربية ودولية صعبة ومعقدة بل وخطيرة أحوج إلى مبادئها وحنكة وشجاعة قيادتها ممثلة بالسيد الرئيس بشار الأسد، خاصة وأن سورية واجهت بشجاعة منقطعة النظير عدواناً كونياً شرساً يستهدف الدولة السورية أرضاً وشعباً وجيشاً ومقدرات ومؤسسات مدنية وخدمية ورغم شراسة العدوان وحجم العصابات الإرهابية والداعمين لها مالياً وعسكرياً وسياسياً فإن شعب سورية وجيشه وقيادته صامد في هذه المواجهة ولأكثر من اثني عشرة ونصف ويتم فيها تحقيق الانتصارات والحفاظ على وحدة الأرض والشعب.
وهذه الانتصارات التي حققتها سورية على أعدائها وهذا الصمود البطولي لقيادتها الحكيمة ولشعبها البطل وجيشها الباسل ما هو إلا نتاج حقيقي لما أنجزته الحركة التصحيحية والذي يتعزز اليوم بتوجيهات وقيادة السيد الرئيس بشار الأسد نحو المستقبل الواعد وتحقيق تطلعات شعبنا وأمتنا بمزيد من العزيمة والصمود والتمسك بالحقوق والأرض وبوحدة الأمة وقرارها المستقل.
