الإدانات الدولية للعدوان الإسرائيلي وللمجازر بحق المدنيين في غزة تتواصل: الاحتلال يرتكب جرائم حرب بأسلحة أميركية.. وموقف زعماء الغرب مدان ومخزٍ
الثورة _ ناصر منذر:
تتسع دائرة الإدانات الدولية للعدوان الإسرائيلي الهمجي على غزة، مؤكدة أن الاحتلال يرتكب جرائم حرب بحق المدنيين بأسلحة أميركية، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن موقف زعماء الغرب تجاه المجازر التي تركبها قوات الاحتلال مدان ومخزٍ، مجددة المطالبة لضرورة وقف العدوان فورا، وفتح الممرات الإنسانية لإدخال مساعدات عاجلة لأهالي قطاع غزة.
ففي موسكو أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن روسيا تدين انتهاك “إسرائيل” للقانون الإنساني الدولي من خلال الحرب التي تشنها على قطاع غزة.
ونقل موقع روسيا اليوم عن لافروف قوله خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره الفنزويلي:” إننا ندين بشكل قاطع الأساليب التي تنتهك بشكل صارخ القانون الإنساني الدولي والقصف العشوائي للأحياء والمستشفيات والمدارس والذي أسفر عن مقتل الآلاف من المواطنين الأبرياء بمن في ذلك الأطفال”، مؤكدا أنه لا يمكن حل هذه المشكلة إلا من خلال إقامة دولة فلسطينية كما هو منصوص عليه في قرارات مجلس الأمن الدولي.
من جانبها أكدت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن الإدارة الأمريكية لم تتعامل بجدية مع قضايا الشرق الأوسط وتجاهلت القضية الفلسطينية المركزية بالمنطقة.
وقالت زاخاروفا في تصريح لها أن تصريح الرئيس الأمريكي جو بايدن حول الحاجة إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة هو مجرد كلام دون أي نتيجة عملية على أرض الواقع، مشيرة إلى أن نهج واشنطن الأحادي الجانب في التعامل مع قضايا الشرق الأوسط وخصوصا القضية الفلسطينية يهدد بعواقب خطيرة للغاية على المنطقة وهو ما نشهده اليوم بالنظر لما يجرى في قطاع غزة .
وفي طهران أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن المقاومة الفلسطينية حركة تحرير وطنية مشروعة بمواجهة كيان احتلال إرهابي يرتكب جرائم إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني.
وفي كلمة أمام عدد من مسؤولي الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والمؤسسات الدينية وأساتذة الجامعات وبعض السفراء الأجانب المقيمين في جنيف، قال عبد اللهيان: “إن كيان الاحتلال يصر على عدم الالتزام بالقانون الإنساني الدولي وعلى انتهاكه بشكل صارخ وارتكاب جرائم موصوفة بالقانون الدولي على أنها جرائم حرب وجرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية”.
وأضاف: “يجب على المنظمات الدولية والقانونية ألا تسمح لكيان احتلال وفصل عنصري أن يتحدى ويسخر من كرامة ومصداقية القوانين والأنظمة الدولية في مجال حقوق الإنسان”.
وفي فلسطين المحتلة، طالب مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور المجتمع الدولي بوقف عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر، وإيصال المساعدات الإنسانية إليه دون عوائق، مشدداً على أن مصداقية النظام الدولي وقوانينه أصبحت على المحك ليس في فلسطين فحسب بل في العالم أجمع.
وجدد منصور الدعوة إلى حماية الأطفال الفلسطينيين الذين يعانون من الجحيم في غزة، وإلى حماية الشعب الفلسطيني من جرائم الاحتلال.
وفي واشنطن أكد جوش بول أحد كبار المسؤولين السابقين في وزارة الخارجية الأمريكية أن الاحتلال الإسرائيلي يرتكب جرائم حرب في غزة معربا عن استيائه لعدم توجيه مسؤولين سياسيين أمريكيين الانتقاد لسياسة الولايات المتحدة تجاه دعم حليفتها وتصدير الأسلحة لها.
وفي مقابلة تلفزيونية، قال بول الذي شغل منصب مدير العلاقات العامة والمفاوضين في مكتب الشؤون السياسية والعسكرية في وزارة الخارجية وقدم استقالته الشهر الفائت : “القصف الإسرائيلي على قطاع غزة دفعني للاستقالة لان الأمر واضح ولقد شاهدنا ذلك.. الأسلحة الأمريكية تستخدم في قتل المدنيين”، معتبرا أن تسليم الأسلحة الأمريكية إلى دول ذات سجلات مشكوك في مدى احترامها لحقوق الإنسان أثار دائما الجدل في وزارة الخارجية.
بدوره وصف موقع كاونتر بانش الأمريكي ردة فعل زعماء الغرب على حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة المحاصر بأنها “تواطؤ فاضح ومواقف مدانة ومخزية” ، مؤكداً أن هؤلاء الزعماء الذين يروجون لأنفسهم على أنهم مدافعون عن السلام والحقوق، هم في الواقع شركاء في هذه الإبادة والمجازر وتقودهم الولايات المتحدة كالقطيع فلا يخرجون عن أوامرها أو سياساتها.
وأوضح الموقع في سياق مقال للكاتب غراهام بيبليس أن المذابح الجماعية التي ترتكبها “إسرائيل” في غزة مروعة، ولكن ردود الحكومات الغربية عليها مثيرة للرعب أكثر، فلا يمكن لأحد أن يتخيل قسوة واستهتاراً وتواطؤاً أكثر وضوحاً وبشاعة، معتبراً أن جميع هذه الحكومات شريكة في دماء الفلسطينيين النازفة، فهي التي تسهل هذه الإبادة العرقية ثم تحاول تبريرها على الملأ.