رشا سلوم:
في جولة اليوم على آخر ما صدر من كتب ضمن المكتبة السورية، التي لم تتوقف يوماً واحداً عن العطاء، على الرغم من كل الظروف الصعبة.
نقف عند مجموعة من الإصدارات المهمة التي أطلقها اتحاد الكتاب العرب بدمشق ما بين رواية ودراسات ودوريات ثقافية رصينة.
-رواية.. “الحاجز 48”..
صدرت رواية جديدة للأديب نصر محسن حملت عنوان “الحاجز 48”.. رواية من أدب الحرب، تحكي جانباً مهماً من جوانب الحرب، وهو الروح العالية والاستعداد الدائم لدى المقاتلين للتضحية والفداء، وذلك عبر مجموعة من الشخصيات ضمن المستشفى العسكري، يصبحون أسرة واحدة، تجمعهم خطوط درامية مُحكمة، ومسارات سردية جميلة وحوارات موفقة.
كما تسلط الرواية الضوء على قلة ممن خانوا الأمانة، وفضّلوا مصالحهم الخاصة، أو باعوا أنفسهم مقابل مبالغ مالية، فكان مصيرهم الخزي والعار.
– دوريات..
تزامن صدور ثلاثة إعداد من التراث العربي خلال فترة وجيزة، كنا قد أشرنا إلى العدد ١٦٨ سابقاً، واليوم نشير إلى العدد المزدوج الذي حمل الرقمين ١٦٩ / ١٧٠.
فقد صدر مؤخراً بنسخة ورقية.. العدد المزدوج (169-170) (ربيع وصيف 2023) من مجلة التراث العربي الفصلية المحكمة الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب.
استُهلّ العدد بافتتاحية رئيس التحرير أ. د. فاروق اسليم التي حملت عنوان “هويتنا والتراث”، أشار فيها إلى أن الاستجابة لتحديات وجودنا انتماء وهوية تكون بأمرين رئيسين، هما التمسك بثوابت تكويننا التاريخي العربي وما قبله، باستحضار ما يجمع ولا يفرّق، وتفاعل متطلبات الحاضر للعيش المشترك والكريم بثوابت هذا التكوين..
احتضن العدد باقة من البحوث التراثية الأصيلة لعدد من أساتذة الجامعات السورية وطلاب الدراسات العليا، وذلك في أربعة محاور: محور اللغة العربية، ومحور الأدب والبلاغة، ومحور طلاب الدراسات العليا، ومحور التراجم الذي تضمن ترجمة وافية للباحث المجمعي المرحوم الدكتور محمد الدالي بيت تحقيق التراث والدرس اللغوي.
– دراسات.. “كيان تحت التشريح”..
الكاتب والباحث الفلسطيني الاستاذ علي بدوان، المهموم بقضيته يحمل لنا الكثير من المعطيات في كتابه الجديد الذي حمل عنوان: “كيان تحت التشريح”، وقد صدر ضمن سلسلة الدراسات عن اتحاد الكتاب العرب في دمشق.
يتناول الكتاب الكيان الصهيوني ونشأته الطارئة والملتبسة، ككيان استعماري استيطاني يشكل امتداداً لمصالح الغرب وسياساته في المنطقة، ويضيء على تفاصيل يعجّ بها هذا الكيان سياسياً وحزبياً وعقائدياً وطبقياً ودينياً، فهذا الكيان الكولونيالي الاستيطاني القائم على الاغتصاب والظلم وسلب حقوق الآخرين وعلى هجرة المجموعات الإثنية اليهودية من بلدانها الأصلية، يحمل بذور فنائه في ذاته، وسيبقى عاجزاً عن تغييب قضية الشعب الفلسطيني وشطب هويته الوطنية الراسخة.