عجز القانون الدولي عبر أذرعه المتمثلة بمجلس الأمن والأمم المتحدة والمنظمات المتفرعة عنها جاء نتيجة سيطرة الدول الغربية التي أنيطت بها مسؤولية حفظ السلم و الأمن الدوليين من خلال عضويتها الدائمة في مجلس الأمن بافتعال وتأجيج الأزمات ومن ثم الاتفاق على إدارتها وفق مصالحها الاستعمارية وإطالة أمدها ليتسنى لها سرقة موارد الشعوب وخدمة لأهدافها العنصرية التي تتسم بالكراهية والإجرام بحق العنصر البشري الذي بات مهدداً بفعل ارهاب تلك الدول المارقة على الشرعية الدولية.
تلك الدول الاستعمارية عملت على استبدال مبادئ ميثاق الأمم المتحدة بنظام قائم في أساسه على القواعد خدمة للمصالح العنصرية لتلك الدول بعد أن تخلت عن مبادئ القانون الدولي و ميثاقه الذي وضعته الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية.
العالم اليوم مع ما يشهده من ارهاب موصوف للدول الغربية بحق الشعوب المستضعفة أحوج أكثر من أي وقت مضى لتعزيز التضامن بين هذه الدول لإعادة إحياء مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والقيم الإنسانية التي تهدف إلى الحفاظ على الأمن الدولي وتجنب ويلات الحروب الإرهابية التي انتهجتها الدول الغربية للحفاظ على نظام عالمي مخترق بجهل وعنصرية الدول الغربية.
واليوم ما تقوم به إسرائيل من إبادة جماعية بحق أهالي فلسطين يهدف إساساً إلى انعدام الحياة فيها بتدميرها الممنهج للبشر و الحجر تحضيراً لتهجير سكانها إلى الصحراء.
ومن هنا كانت الحرب الإرهابية طويلة الأمد على سورية و ممارسة الحصار الاقتصادي و التدابير القسرية أحادية الجانب اللاانسانية و التي كان لها آثار كارثية على المواطن السوري.
كل ذلك كان عبر سياسة أوروبية عنصرية لعقاب جماعي بحق شعب رفض سياسة الهيمنة الأميركية و الأوروبية وكان داعماً و ما زال للقضية الأساسية “فلسطين”.
ابحثوا عن ” إسرائيل” .. فهي السبب الرئيس لكافة الحروب الإرهابية التي تفتعلها بدعم اوروبي حفاظاً على أمنها وتفوقها في المنطقة.
العالم اليوم مطالب بحشد الجهود لإعلاء مبادئ القانون الدولي لضمان التقدم والتنمية والقضاء على الإرهاب الدولي وهذا لن يتحقق إلا عبر ولادة نظام دولي جديد لن يكون لأميركا و الدول الغربية الاستعمارية مقعد متقدم فيه.