الثورة – منهل إبراهيم:
لم يكن تأثير الغرب مدمرا على أوكرانيا في دعم حربها ضد موسكو، بل هذا التأثير المدمر سابق لمجريات الحرب العبثية التي تغذيها أوروبا لكسر الذراع الروسي، وكان ذلك جليا وواضحا في ما يسمى أحداث الميدان الأوروبي الذي قوض أركان الدولة الأوكرانية.
وفي هذا الإطار صرح الخبير البارز في المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية، أوليغ نيمنسكي، الباحث في معهد الدراسات السلافية التابع لأكاديمية العلوم الروسية “إزفستيا”، بأن أحداث الميدان الأوروبي، التي بدأت في 21 تشرين الثاني 2013، أنهت النموذج الحكومي في أوكرانيا.
وأوضح نيمنسكي، قائلا: “كان تأثير الميدان الأوروبي، مدمرا تماما، لأنه أدى في الواقع إلى موت نموذج الدولة لأوكرانيا، الذي تم إنشاؤه في العهد السوفياتي وكان لديه نظريا كل الفرص وجميع الموارد لجعل أوكرانيا دولة مؤثرة للغاية وقوية”.
وأضاف نيمينسكي: “كان هذا النموذج بالفعل في حالة تقويض إلى حد كبير بعد الميدان الأول لعام 2004، ومع ذلك، ظلت الفرص النظرية للتطور الإيجابي متاحة في أوكرانيا.
وتابع الخبير: “أعتقد أنه لم تكن هناك فرصة، لأنه طوال سنوات الاستقلال قبل الميدان الثاني، لم يكن من الممكن توحيد البلاد في مجتمع واحد، ولم يكن من الممكن تحقيق ما يسمى بالعقد الاجتماعي على المستوى الوطني”.
وشدد نيمنسكي على أن هذه كانت القنبلة الموقوتة التي كانت ستفجر المشروع بأكمله على أي حال، لكن “الميدان الأوروبي الثاني” سارع بهذه العمليات.
وحدثت الأزمتان السياسيتان السابقتان في أوكرانيا، اللتان أُطلق عليهما اسم “ميدان”، في عامي 2004 و2013-2014. وخلالهما، تغيرت القيادة في البلاد.