أساتذة ومستهترون

لم يبقَ بيت في سورية إلاّ وصار – على الأرجح – يدرك جيداً أن بعض الطلبة في الجامعات الحكومية يتعرّضون سنوياً إلى حالة من الضغط والافتراء من قبل بعض ( الأساتذة الدكاترة ) الذين يتخلون عن أخلاقهم وشرف مهنتهم، عندما يعمدون إلى ترسيب بعض الطلاب مهما كانوا مجدين ومتفوقين، ومهما كانوا بارعين في تقديم إجاباتهم على أسئلة الامتحان، بهدف تعجيز أولئك الطلبة وإيصالهم إلى مرحلة فقدان الأمل بالنجاح وصدمهم بأبواب مغلقة في وجوههم، لا يعرفون منفذاً من منافذ النجاح، حتى يرشدهم بعض الطلبة الآخرين الذين يكونون قد مرّوا بمثل هذه التجربة، ويخبرونهم بأنه لا مجال للفوز بتحقيق النجاح وتطويع المادة أو المقرر – موضع المشكلة – مهما كانت جديّة الدراسة كبيرة، واستيعاب المنهاج تاماً، إلاّ بطريقة وحيدة هي إرضاء أستاذ المقرر الذي يبقى مستعداً لانجاح كلّ من ينزل عند رغباته بدفع ما يفرض عليه من أموال، أو هدايا ( بسيطة ) صار معمول بها أكثر في هذه الأيام، وبالفعل فالبعض منهم – كما يروي عدد من الطلبة وأهاليهم – لم يعد يقبل فدية الخلاص من المقرر إلا بهذه الطريقة.

الجنون فنون، وبلوى هذا الفنّ لم يعد خافياً على أحد ويكاد يكون حديثاً مطروقاً بكل آلامه في كل بيت فعلاً، لأن وسطي عدد طلبة الجامعات الحكومية يحوم سنوياً حول النصف مليون طالب .. يعني – وبشكل تقريبي – نصف مليون بيت، وكل طالب يعرف هذه الحكاية سواء كانت قد مرّت معه أو مع بعض رفاقه، وبهذا الحجم من الانتشار سنوياً يمكننا أن ندرك حجم الفضائحية المسكوت عنها على الرغم من بشاعة عورتها ..!

نحن أمام حالة – وإن كانت قليلة عند بعض الأساتذة – مخزية ومسيئة بشكل كبير لجسم التعليم العالي الذي لا يقبل العقل له سوى النبل والعطاء ونشر العلم والمعرفة، كما أنها – أي الحالة – ترهق الطلبة وأهاليهم، فأغلبهم غير قادرين على تلبية تلك المطالب المفترية، كما أن الحالة أيضاً تساهم إلى حدّ كبير في تخريب عقول الطلبة الذين يقعون تحت هذا الضغط وهذا الابتزاز.

الغريب في الأمر أنّ هذا الواقع معروف للغادي والبادي، والمعاناة منه قاسية ومستمرة، ومع هذا لا نجد إلا إجراءات محدودة من قبل الجهات المختصة – سواء وزارة التعليم العالي أم رئاسات الجامعات – لردع أولئك المستهترين بالعلم وبالبناء العقلي والنفسي للطلبة كما يجب أن يكون العلم والبناء.

من غير المعقول الاستمرار بهذه الحالة التي ” تمشي في الأرض مرحاً “.

آخر الأخبار
الدبلوماسية السورية.. من التبعية والعداء إلى الاستقلالية والانفتاح   "صوت السلام" فعالية مجتمعية في طرطوس تشعل الفرح وتزرع الأمل   صحة المرأة في مواجهة سرطان الثدي: الوعي والدعم مفتاحا النجاة    الشيباني: الدبلوماسية السورية متوازنة ومنفتحة على الحوار والتعاون  سوريا تنضم إلى "بُنى".. انطلاقة جديدة لتعزيز  التعاون المالي الإقليمي والدولي  زيارة وزيري الاقتصاد والمالية إلى واشنطن..  تعزيز الشراكة وكسر العزلة  لجان وآليات لدفع التعاون بين الجمعيات الخيرية نحو آفاق من التأثير  الفضة مقابل الذهب..هل يمكن ضمان نفس مستوى الأمان؟    تأهيل 750 مدرسة وترميم 850 أخرى ووعود بتأمين مقعد دراسي لكل طالب   فريق الهلال الأحمر الجوال  بالقنيطرة.. خدمات طبية للمجتمعات المحلية   تكاتف سكان "غنيري" ..استعادة لبعض الخدمات وحاجة للاهتمام   إعادة الممتلكات ..تصحيح الظلم وبناء عقد اجتماعي شفاف ومتساو    انطلاق أول معرض للتحول الرقمي بمشاركة 80 شركة عالمية  ضحايا ومصابون بحادثي سير على أتوستراد درعا- دمشق وزير الاقتصاد يلتقي ممثلين عن كبرى الشركات في واشنطن التحويل الجامعي.. تفاصيل هامة وتوضيحات  شاملة لكل الطلاب زيادة مرتقبة في إنتاج البيض والفروج أول ظهور لميسي مع برشلونة… 21 عاماً من الإنجازات المذهلة  بيلوفسكي الفائز بسباق أرامكو للفورمولا (4)  خطة لتمكين الشباب بدرعا وبناء مستقبلهم