الثورة – ترجمة ميساء وسوف:
قال مندوب الصين الدائم لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية لي سونغ في 24 تشرين الثاني الجاري إنه ينبغي إجراء مناقشات حكومية دولية في الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمعالجة مخاطر الانتشار التي تشكلها صفقة الغواصات النووية AUKUS.
وقال سونغ خلال اجتماع لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن صفقة أوكوس لها تأثير خطير على أمن العالم ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ، وتشكل تحديات خطيرة للنظام الدولي لمنع الانتشار ونظام ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأضاف لي إن “مثل هذا التعاون يتعارض مع غرض وأهداف معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية ويعد مثالاً نموذجياً للمعايير المزدوجة”.
وبموجب التحالف الثلاثي AUKUS، الذي تم الإعلان عنه في أيلول 2021، ستتمكن أستراليا من بناء غواصات تعمل بالطاقة النووية مع التكنولوجيا ذات الصلة التي تقدمها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
وأشار إلى أن صفقة AUKUS، التي تتضمن قضايا سياسية وأمنية وقانونية وفنية، ستشكل سابقة مهمة وسيكون لها تأثير كبير على تحسين وتطوير نظام الضمانات التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية وممارسات الضمانات ذات الصلة.
وقال لي “كل هذه قضايا رئيسية يجب أن تؤخذ على محمل الجد، وأن تدرسها بعمق، وأن تعالجها الدول الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل مناسب”.
وشدد لي أيضاً على أنه قبل أن تتوصل الدول الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى توافق في الآراء بشأن قضية الاتحاد الأوروبي للطاقة الذرية، لا ينبغي تفسير ترتيبات الضمانات ذات الصلة واتخاذ القرار بشأنها إلا من قبل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وأمانة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وقال لي “نعتقد أن الدول الأعضاء لديها ما يكفي من الحكمة والصبر والتصميم للرد بشكل مناسب على مخاطر الانتشار النووي المرتبطة بالاتحاد الأوروبي من خلال المناقشات الحكومية الدولية”.
وقد كان اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 24 تشرين الثاني الجاري هو المرة الحادية عشرة التي تدرج فيها قضية AUKUS على جدول الأعمال الرسمي للاجتماع ربع السنوي بناء على اقتراح الصين.
كما أعرب ممثلون من روسيا ومصر والجزائر وباكستان وإيران وكوبا عن دعمهم لاقتراح إجراء مزيد من المناقشات الحكومية الدولية حول قضية AUKUS في اجتماعات مجلس إدارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمؤتمرات العامة.
وقال لي إن الصين ستواصل دفع عمليات المناقشات الحكومية الدولية قدماً بشكل مسؤول، ودعم سلطة وفعالية النظام الدولي لعدم الانتشار ونظام الضمانات التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وخلال الاجتماع، أعرب لي أيضاً عن معارضة الصين الصارمة لتصريف اليابان للمياه العادمة الملوثة نووياً من محطة فوكوشيما دايتشي للطاقة النووية المعطلة إلى المحيط، وحث اليابان على الامتثال الكامل للرقابة الدولية الصارمة.
وقال “متجاهلة شكوك المجتمع الدولي والمعارضة القوية من الدول المعنية، أطلقت اليابان بعناد خطة تصريف مياه الصرف الصحي في فوكوشيما ودفعت بها باستمرار”.
وأشار إلى أن تصريف مياه الصرف الصحي في فوكوشيما هو إطلاق اصطناعي غير مسبوق للمياه الملوثة الناجمة عن الحوادث النووية إلى المحيط، وهناك الكثير من الشكوك حول التأثير التراكمي الناجم عن إطلاق كميات كبيرة من النويدات المشعة إلى البحر.
وقال لي “إن الصين تؤيد بقوة ونشاط تعزيز الإشراف الدولي على خطة تصريف مياه الصرف الصحي في اليابان من أجل التحسين المستمر لترتيبات الإشراف الدولي طويلة الأجل للخطة”.
وحث أمانة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على التمسك بموقف موضوعي وغير متحيز وعلمي، وتعزيز الاتصالات مع الدول الأعضاء ومواصلة تعزيز ترتيبات المراقبة الدولية لخطة التفريغ اليابانية.
وقال لي إن الصين تحث اليابان على مواصلة مناقشاتها مع أمانة الوكالة الدولية للطاقة الذرية والدول الأعضاء بطريقة مسؤولة وبناءة والالتزام الكامل بالرقابة الدولية الصارمة.
ولمنع تصريف مياه الصرف الصحي في اليابان من التسبب في ضرر طويل الأمد للبيئة البحرية والصحة العامة، قال لي إن الصين مستعدة للعمل مع جميع الأطراف المعنية لدعم الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الاضطلاع بدور قيادي بشأن قضية فوكوشيما والانضمام بنشاط إلى الجهود الرامية إلى تعزيزها والمساهمة في إجراء ترتيبات إشراف دولية مستقلة وطويلة الأجل وفعّالة.
المصدر – غلوبال تايمز
