ديب علي حسن
ثمة سؤال يطرح نفسه دائماً: هل يكتب المبدع في أي لون من ألوان الإبداع من فراغ ..؟ وبالتالي من أين يستمد ما يكتبه ولمن يكتب..؟
في الإجابة على ذلك ملايين الأقوال والآراء بل حسب كل كاتب وكلها تتقاطع عند نقطة واحدة هي إنه لا يكتب من فراغ ولا يصب ما يبدعه أيضا في فراغ .
نجيب محفوظ الروائي العربي الأكثر شهرة مع حنا مينه حين سأله أحدهم عن أبطال رواياته قال : إنهم من المجتمع، من الحياة، أعرفهم واحداً واحداً عشت معهم وتابعتهم هم أبناء القاع الاجتماعي الذي أعرف عنه الكثير .
بدوره حنا مينه بعد أن نضجت تجربة البحار فاض إبداعاً وقدم أجمل ما كتب في الأدب العربي عن البحر ..
وغسان كنفاني في روايته أم سعد تحدث عن امرأة حقيقية يعرفها، يعرف نضالها .
وحيدر حيدر في رواية الفهد فعل ذلك أيضاً.
وقس على ذلك..
إذاً إن المبدع ابن الحياة وإذا لم يكن كذلك ولم يكتو بنارها فهو غير جدير بأن يكتب أبداً..
تجارب الحياة هي التي تصقل فعل الإبداع وتثريه وأي كتابة من برج عاجي تعني أن الكتابة فعل بارد سقيم تموت الكلمات على الورق الذي انسكبت عليه بل يجف حبرها قبل أن يهرق..
هذا السؤال يولد سؤالاً آخر: لماذا يكتب المبدع ولمن يكتب..؟