الثورة – ترجمة رشا غانم:
أفادت مصادر بأن فريق الرئيس الأرجنتيني المنتخب حديثاً خافيير ميلي المسؤول عن العلاقات الدولية يدرس ما إذا كان ينبغي للأرجنتين المضي قدماً في الانضمام إلى البريكس أم لا، وهذا، ووفقاً للخبراء الذين استشارهم الفريق، يمثل “فرصة وليس مخاطرة” للبلاد.
في حين أنه لم يتم اتخاذ قرار رسمي نهائي بعد، فإن أي جانب من هبوط العملة سيكون له تأثير كبير على المستقبل الاقتصادي للأرجنتين، وقد يكون تفكير الرئيس الليبرالي اليميني المنتخب في مزايا الانضمام مؤشراً على تخفيف موقفه المتشدد في حملته الانتخابية، حيث تضمن هذا الموقف عدداً من الادعاءات الاستفزازية إضافة إلى الإيحاء بأن الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية لن تكون واحدة من الأعضاء الجدد الذين ينضمون إلى مجموعة البريكس لأكبر خمسة أسواق ناشئة في العالم.
وبعد أن حقق النصر في الانتخابات، فإن استعداده لتبني تغيير أكثر واقعية في الموقف ليس بالأمر المفاجئ، وبالنظر إلى أن ميلي لم يعد في المعارضة، فقد تم تكليفه الآن بمهمة تبدو مستحيلة تتمثل في تخليص الأرجنتين من مشاكل اقتصادية غير مسبوقة تميزت بتضخم، واحتياطيات أجنبية مستنفدة ومعدل فقر يزيد عن 40 في المئة.
وفي ظل هذه الأزمات، فإن العلاقات الجيدة مع الأسواق الناشئة الرئيسية لمجموعة البريكس مهمة للغاية بالنسبة للأرجنتين، فسيكون الأمر أشبه بالانتصار على من يحاول إبعاد الأرجنتين عن أسواق الاقتصاد الناشئة الأخرى.
وكما قال الرئيس المنتهية ولايته ألبرتو فرنانديز، فإن الانضمام إلى مجموعة البريكس سيساعد الأرجنتين على “فتح إمكانيات الانضمام إلى أسواق جديدة، وتعزيز الأسواق الحالية، وزيادة الاستثمار القادم، وخلق فرص العمل وزيادة الواردات، وكلها تحتاجها الأرجنتين وبشدة”.
ومن المؤكد أن عضوية البريكس الموسعة ستجعل البلاد تتماشى مع الديناميكيات الاقتصادية للدول الأعضاء في البريكس، والتي تمثل مجتمعة بالفعل 42 في المئة من سكان العالم وأكثر من ربع الناتج المحلي الإجمالي العالمي، كما ستمثل مجموعة البريكس الجديدة مع إضافة ست دول 46 في المئة من سكان العالم وحوالي 37 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي عند قياسها على أساس تعادل القوة الشرائية، فقد أصبح تجمع بريكس منصة مهمة للأسواق الناشئة والبلدان النامية لتعزيز التضامن والتعاون، وسيكون بنك التنمية الجديد الذي أنشأته المجموعة في عام 2014، بالإضافة إلى احتياطيات دول البريكس التي تبلغ تريليونات الدولارات، قادرين على توفير سيولة كافية لمساعدة الأرجنتين على إعادة تمويل ديونها المتزايدة. في الواقع، لن يكون لدى الأرجنتين ما تخسره، ولكن كل شيء تكسبه، من انضمامها إلى البريكس، إن عدم القيام بذلك سيكون مكلفاً للغاية بالنسبة للبلد.
المصدر – تشاينا ديلي