بعد أكثر من خمسين يوماً على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أخفق جيش الاحتلال في تحقيق أياً من أجندة حكومته الإرهابية ولاسيما التهجير القسري لسكان غزة أو القضاء على المقاومة الفلسطينية، بل إن ما كشفته الأيام الأخيرة من العدوان على غزة هزيمة منكرة لكيان الاحتلال على جميع الصعد، والآن تعيش حكومة العدو مأزقاً غير مسبوق على الصعيد الداخلي والخارجي، ولم يستطع الإعلام المعادي حجب الحقائق والانتصارات التي حققتها المقاومة خلال تصديها للعدوان الغاشم.
سنذكر بعض الحقائق التي تؤكد هزيمة الكيان الإسرائيلي وإنجازات المقاومة الفلسطينية وذلك على سبيل المثال لا الحصر وفي مقدمة هذه الحقائق إقالة جنرالات كبيرة في صفوف جيش الاحتلال نتيجة هروب عناصرهم من المعركة بفعل صمود وقوة ردع المقاومة، وهذا يشير بشكل لا لبس فيه عن الحالة النفسية والمعنوية التي وصل إليها جنود الاحتلال بفعل الصمود الأسطوري لرجال المقاومة في المعركة.
الحقيقة الأخرى ما كشفه المسؤول عن المقابر في الكيان، حيث أكد أن عدد قتلى الجنود الإسرائيلين أكبر بكثير من العدد الذي أعلنه جيش الاحتلال، وهذا أيضاً يشير إلى التضليل الذي تتبعه حكومة نتنياهو من أجل تضليل الرأي العام الداخلي والخارجي للتغطية على فشلها وعلى حجم الخسائر التي تكبدتها نتيجة المقاومة التي أوقعت جنود الاحتلال في كمائن محكمة والقضاء عليهم وأسر عدد منهم، والجدير ذكره بهذا الخصوص أن جيش الاحتلال قصف جنوده وقتلهم عندما اعتقد أنهم سيقعون أسرى لدى المقاومة الفلسطينية ليشكل ذلك فضيحة لسياسة هذا الكيان العدوانية الفاشلة التي تحاول إخفاء هزيمتها.
الدلائل على هزيمة العدو في غزة كثيرة ولا مجال لذكرها، ومنها أيضاً قبول كيان الاحتلال بالتهدئة لفترة محدودة وتبادل الأسرى بالشروط التي فرضتها المقاومة الفلسطينية، وتبادل الأسرى من المناطق التي تدعي (إسرائيل) السيطرة عليها لتكشف المقاومة للداخل الإسرائيلي والعالم أجمع نفاق حكومة العدو بتصريحاتها التي تجافي الحقيقة بشأن التوغل في غزة.
ما ذكرناه قيض من فيض الدلائل والحقائق التي تؤكد أن المقاومة الفلسطينية حققت إنجازات كبيرة خلال تصديها للعدوان وذلك من خلال إعادة القضية الفلسطينية إلى واجهة الأحداث والاهتمام العالمي، وقد تجلى ذلك بالمظاهرات التي عمت دول العالم والتي عبرت عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة ورفضه للوحشية الإسرائيلية التي لم تنجح سوى بقتل النساء والأطفال والتدمير الممنهج، كما أن صمود المقاومة وأسر عدد كبير من جنود الاحتلال والمستوطنين كان له تداعيات على الداخل الإسرائيلي، حيث المظاهرات بعشرات الآلاف التي تندد بحكومة نتنياهو وتطالب بالإسراع باستعادة الأسرى وغير ذلك الكثير من التداعيات على جيش الاحتلال وحكومته العدوانية، ومنها فقدان ثقة المستوطنين بهذا الجيش المهزوم، وهذه الحكومة المضللة، والهجرة العكسية من هذا الكيان، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على انتصار المقاومة وهزيمة العدو الإسرائيلي.
