في يوم التضامن مع فلسطين.. استعادة الحقوق تمر عبر المقاومة

فؤاد دبور – كاتب أردني:                                                                                    
يعتبر الصراع العربي- الصهيوني الممتد عبر السنوات والعقود بالمجالات العسكرية والسياسية والثقافية والإعلامية والاقتصادية من أكثر الصراعات تعقيداً وأشدها سخونة ودموية وإجراماً في العصر الحديث حيث يمتاز هذا الصراع باتساعه وتداعياته الخطيرة التي تطال العديد من دول العالم نظراً للتدخلات الدولية فيه، حيث تدعم القوى الامبريالية الولايات المتحدة الامريكية والاستعمارية بريطانيا، فرنسا ودول اوروبية أخرى الكيان الغاصب لأرض فلسطين العربية وأراض عربية أخرى في سورية ولبنان، مثلما تمده هذه الدول بكل أسباب القوة ومستلزمات العدوان والإرهاب مما يعطيه القدرة على الاستمرار في القتل والدمار والخراب وممارسة الجرائم الدموية البشعة ضد الشعب العربي الفلسطيني وأقطار عربية أخرى، وبخاصة تلك المحيطة بفلسطين وما يجري هذه الأيام من عدوان إجرامي تدميري وحشي دليل على ذلك.
ونظراً للدعم الذي يلاقيه الكيان من الدول الداعمة والمؤثرة في هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي فإنه يتمرد على القرارات الدولية ولا ينفذ أي قرار منها بدءا بالقرار رقم 181 الصادر عن الجمعية العمومية للأمم المتحدة في 29 تشرين الثاني عام 1947م وهو ما سمي بقرار التقسيم والذي جاء لصالح العدو الصهيوني، والقرار رقم 194 المتضمن حق العودة للاجئين الفلسطينيين الصادر بتاريخ الحادي عشر من كانون الأول عام 1948م، والقرار 242 الخاص بانسحاب القوات الصهيونية من الأراضي العربية المحتلة إثر عدوان الخامس من حزيران عام 1967م، وقرارات أخرى متعددة وكثيرة وخاصة تلك المتعلقة بالقدس التي تعتبر ما قامت به حكومات العدو الصهيوني من إجراءات من شأنها إحداث تغييرات بالمدينة المقدسة وطرد المواطنين العرب المقادسة تهيئة لتهويد القدس العربية بعد ضم الجزء الشرقي إلى الغربي ومن أبرزها قرار مجلس الأمن الدولي (14 تموز 1967) والقرار 799 (20/12/1992) وغيرهما.
ونظراً لرفض الكيان الصهيوني المدعوم بالنفوذ الأمريكي في مجلس الأمن الدولي وبحق أمريكا ومعها الدول الاستعمارية الكبرى الداعمة للكيان الصهيوني بريطانيا وفرنسا بالنقض “الفيتو” حيث تم استخدامه عشرات المرات لتشجيع الكيان الصهيوني على رفض تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، اتخذت الجمعية العمومية قرارا يوم 29/11/1977 يعتبر هذا اليوم يوما عالميا للتضامن مع الشعب العربي الفلسطيني ، ومن الملاحظ أن هذا التاريخ يرتبط بالقرار رقم 181 السالف الذكر، وبالتأكيد بعد مرور عشرات السنين على هذا القرار يتجاهل حكام الكيان الصهيوني ومعهم الشركاء في الدول الاستعمارية مثل هذا اليوم ولا يقيمون له وزناً.
وقبل أن نطالب الدول الأخرى بالتضامن مع الشعب العربي الفلسطيني نطالب الفصائل والقوى الفلسطينية بالتضامن مع نفسها وشعبها عبر الاتجاه لبناء الوحدة الوطنية القاعدة الأساسية التي يرتكز عليها تضامن الآخرين مثلما نطالب أنظمة عربية بالتضامن مع الشعب العربي الفلسطيني، تلك الأنظمة التي نراها تندفع نحو الكيان الصهيوني تنسق معه أمنيا وسياسيا ضد مصالح الشعب الفلسطيني والأمة العربية وحتى المنطقة بكاملها، هذا إضافة إلى المعاهدات والسفارات والتطبيع السياسي والاقتصادي والسياحي مع العدو الغاصب الذي لا يتوقف عن ممارسة القتل والاعتقال والإرهاب والحصار ضد الشعب العربي الفلسطيني، مثلما يوغل في ممارساته في الاستيلاء على أراض فلسطينية وعربية يقيم عليها المستعمرات الاستيطانية ومساحات أخرى بضمها للأرض المحتلة إثر عدوان عام 1948 محاطة بجدار فصل، تتم كل هذه الأفعال والممارسات في الوقت الذي تنسق فيه السلطة الفلسطينية مع هذا العدو، وفي الوقت الذي تعمل جهات فلسطينية وعربية على تغييب الوعي العربي مثلما تعمل على تشكيل العقل العربي تحت مقولة ما يسمى بـ “السلام” مع العدو الصهيوني الغاصب.
ندرك تماماً أن مثل هذا اليوم يأتي في وقت تعيش فيه أمتنا العربية واقعا أليما حيث الانقسامات والصراعات الفلسطينية – الفلسطينية والعربية – العربية، التي مازالت قائمة رغم مجريات العدوان الدموي الغاشم على قطاع غزة وفلسطين ولبنان وسورية العربية، وفي الوقت الذي تتعرض فيه قوى المقاومة لمشاريع ومخططات الحركة الصهيونية مع الشركاء في الإدارات الأمريكية والدول الاستعمارية إلى عدوان كوني غير مسبوق يطال بشكل أساسي قطاع غزة والضفة الغربية والدولة السورية التي تتصدى لهذه المخططات تقاوم وتدعم من يقاوم وكما تتعرض فيه قوى المقاومة في لبنان وفلسطين وجمهورية إيران الإسلامية إلى تهديدات بالعدوان من حكومة العدو الصهيوني، وفي الوقت الذي تتعرض فيه قوى المقاومة إلى عمليات إرهابية تخدم العدو الصهيوني ومشاريعه ومخططاته الرامية إلى ضرب العرب في وحدتهم، وفي الوقت الذي تتخذ فيه جامعة الدول العربية قرارات هزيلة دون النظر إلى بشاعة العدوان.

وفي مثل هذا اليوم، يحق لنا القول بأن ما يسمى بمسيرة “السلام” والمفاوضات العبثية مع العدو الصهيوني قد أحدثت خللا في التوازنات وأوجدت تناقضا في المفاهيم لصالح العدو الصهيوني، هذا العدو الذي لا يفهم إلا لغة القوة والمواجهة والمقاومة التي أثبتت نجاعتها ضد العدو الصهيوني في لبنان وفلسطين، مما يعني أن طريق التحرير واستعادة الحقوق إنما يمر عبر مقاومة العدو وشركائه بكل أشكال المقاومة العسكرية والسياسية والاقتصادية وبناء الوحدة الوطنية الفلسطينية على أساسها.. مرة أخرى نؤكد على حق الشعب العربي الفلسطيني في العودة إلى أرضه ووطنه ومدنه وقراه مثلما نؤكد على وحدة مدينة القدس عربية والتصدي لمشروعات التهويد ومشروعات التصفية المسماة بصفقة القرن الأمريكية الصهيونية المدعومة من انظمة عربية، ونؤكد أيضا على الوقوف مع القوى العربية والإسلامية المقاومة في سورية ولبنان وفلسطين، وعلى ان العديد من شعوب العالم وقفت داعمة للشعب العربي الفلسطيني الذي يواجه العدوان الصهيوني الدموي الإجرامي والتدميري الذي جعل هذه الشعوب تتحرك بالملايين أمام المشاهد المروعة وغير المسبوقة في التاريخ.
* أمين عام حزب البعث العربي الديمقراطي في الأردن – تحت التأسيس

آخر الأخبار
من رماد الحروب ونور الأمل... سيدات "حكايا سوريا" يطلقن معرض "ظلال " تراخيص جديدة للمشاريع المتعثرة في حسياء الصناعية مصادرة دراجات محملة بالأحطاب بحمص  البروكار .. هويّة دمشق وتاريخها الأصيل بشار الأسد أمر بقتله.. تحقيق أميركي يكشف معلومات عن تصفية تايس  بحضور رسمي وشعبي  .. افتتاح مشفى "الأمين التخصصي" في أريحا بإدلب جلسة حوارية في إدلب: الإعلام ركيزة أساسية في مسار العدالة الانتقالية سقوط مسيّرة إيرانية بعد اعتراضها من قبل سلاح الجو الإسرائيلي في  السويداء.. تصاعد إصابات المدنيين بريف إدلب تُسلط الضوء على خطر مستمر لمخلفات الحرب من الانغلاق إلى الفوضى الرقمية.. المحتوى التافه يهدد وعي الجيل السوري إزالة التعديات على خط الضخ في عين البيضة بريف القنيطرة  تحسين آليات الرقابة الداخلية بما يعزز جودة التعليم  قطر وفرنسا: الاستقرار في سوريا أمر بالغ الأهمية للمنطقة التراث السوري… ذاكرة حضارية مهددة وواجب إنساني عالمي الأمبيرات في اللاذقية: استثمار رائج يستنزف الجيوب التسويق الالكتروني مجال عمل يحتاج إلى تدريب فرصة للشباب هل يستغلونها؟ تأسيس "مجلس الأعمال الأمريكي السوري" لتعزيز التعاون الاقتصادي بين دمشق وواشنطن تسهيل شراء القمح من الفلاحين في حلب وتدابيرفنية محكمة سوريا تلتزم الحياد الإقليمي وسط تصاعد المواجهة بين إسرائيل وإيران مدينة طبية في إدلب..خطوة جديدة لتعزيز القطاع الصحي