الثورة – متابعة عبد الحميد غانم:
تأكيداً على حق سورية وإحياء لذكرى سلخ لواء اسكندرون السليب من قبل الاحتلال التركي التي تصادف في يوم 29 /11/ 1939، أقام فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب أمس ندوة سياسية بعنوان:”لواء اسكندرون في وجداننا وضميرنا” بمشاركة مجموعة من الباحثين.
زعرور: جريمة تحاول تركيا تكرارها
الباحث الدكتور إبراهيم زعرور رئيس فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب الذي أدار الندوة أكد أن الذكرى الرابعة والثمانين لجريمة سلخ لواء اسكندرون عن الوطن الأم سورية تحل هذا العام لتعيد إلى الأذهان التاريخ الأسود لتواطؤ الاستعمار الغربي مع الاحتلال التركي ضد سورية، والذي ضم اللواء إليه بشكل تعسفي، وأخذه كنوع من الرشوة بموجب اتفاق ثلاثي مع الاحتلالين الفرنسي والبريطاني آنذاك، مقابل وقوفه إلى جانب الحلفاء في الحرب العالمية الثانية.
ونوه الباحث زعرور، أن جريمة سلخ اللواء جريمة ومؤامرة دولية تحاول تركيا تكرارها اليوم من خلال دعمها للتنظيمات الإرهابية، وتقديم خدمات إضافية للغرب والولايات المتحدة تسهيلاً لسيطرتها على المنطقة العربية.
بني المرجة: الحق السوري في اللواء باق
من جهته أشار الباحث الدكتور نزار بني المرجة إلى أن جرائم واعتداءات نظام رجب أردوغان بحق السوريين خلال السنوات الأخيرة لا تعد ولا تحصى، وكذلك جرائم أجداده الذين سرقوا حقوق السوريين في لواء اسكندرون، مؤكداً أن الحق السوري في اللواء باق، حيث لا تزال ذكراه خالدة في عقول السوريين ووجدانهم كأرض عربية سورية محتلة ولا بد أن تعود إلى أصحابها مهما طال الزمن.
واستعرض الباحث بني المرجة جغرافية وطبيعة اللواء الخلابة، فأشار إلى أن منطقة اسكندرون كانت تابعة لولاية حلب أثناء الاحتلال العثماني لسورية، مشكلة مرفأ لها على البحر المتوسط. وقال:”يطل اللواء على خليجي اسكندرون والسويدية في الزاوية الشمالية الشرقية للبحر المتوسط، ويتوسط شريطه الساحلي رأس الخنزير الذي يفصل بين الخليجين المذكورين.”، مشيراً إلى أهم مدنه انطاكية، عاصمة الإقليم، اسكندرونة التي تعد من أهم الموانئ البحرية التي تعتمدها تركيا لتصدير النفط، وأوردو، الريحانية، السويدية، وأرسوز.
ونوه الباحث بني المرجة بأن اللواء يتميز بطبيعة جبلية ذات مناظر خلابة، وأكبر جباله جيل الأمانوس، وجبل الأقرع، وجبل موسى، وجبل النفاخ، وبين هذه الجبال يقع سهل العمق الشهير. أما أنهاره الرئيسية فهي نهر العاصي الذي يصب في خليج السويدية، ونهري عفرين والأسود اللذين يصبان في بحيرة العمق. وتتجاوز مساحته نصف مساحة لبنان، ويعتبر من أجمل وأغنى مناطق سورية بثرواته الطبيعية والباطنية وحقوله الزراعية ومناطقه السياحية ومواقعه الأثرية.
إبراهيم: الاعتداءات التركية مستمرة ضد الأراضي السورية
أما الباحث الأستاذ أحمد إبراهيم، فقد أشار من جانبه إلى أن تركيا اتبعت استراتيجية من مرحلتين لسلخ اللواء وإلحاقه بتركيا، أولاً من خلال منح الاستقلال لمنطقة اللواء وفصلها عن سورية، ومن ثم ضمها إلى تركيا.
وأشار إلى أنه تم سلب لواء اسكندرون ونهب ثرواته عام 1939 بعد تزوير الحقائق والوقائع، بموجب الاتفاق الثلاثي المذكور لكن فصول ما تم التآمر عليه قبل عشرات السنين ما زالت تتوالى عبر ممارسات النظام التركي الحالي، ومحاولاته إعادة رسم السيناريو ذاته، من خلال الاعتداءات على الأراضي السورية ودعم الإرهابيين في الشمال السوري منذ سنوات.
وقال الباحث إبراهيم: إنه “بعد سلب اللواء تعرض السوريون فيه لحملات تضييق من قبل الأنظمة التركية المتعاقبة استمرت عشرات السنين، وتسببت في تهجير الكثير منهم، بالتوازي مع نقل المحتل التركي لآلاف الأتراك وتوطينهم في اللواء، بهدف تغيير هويته العربية السورية، بدءاً من تغيير أسماء القرى وطابعها الديمغرافي إلى غير ذلك من محاولات التتريك”.
ونوه الباحث إبراهيم بأن معاهدة “سيفر” التي اعترفت فيها الدولة العثمانية أقرت بعروبة منطقتي الاسكندرون، وكيليكيا وارتباطهما بالبلاد العربية (المادة 27)، وكانت غالبية سكان اللواء من عرب سورية، مشيراً إلى أنه في عام 1921 كان الأتراك يشكلون أقل من 20 في المئة من سكان الإقليم، إلا أن السياسة الفرنسية المنحازة للأتراك، والتخطيط القديم لسلخ اللواء إرضاء لأتاتورك، أرسى سياسة تتريك مقنعة خلال فترة الانتداب الفرنسي في العشرينيات للإقليم.
فنوستيان: حقوق الوطن لا يمكن أن تسقط بالتقادم
من جهته، أشار الباحث الدكتور سركيس يورو فنوستيان إلى أن لواء اسكندرون وقع بعد هزيمة العثمانيين في الحرب العالمية الأولى ضحية اتفاقية “سايكس – بيكو” التي تمت بشكل سري بين فرنسا و بريطانيا عام 1916، وكان من نصيب الاحتلال الفرنسي، فاعترفت الدولة العثمانية بالهزيمة وأقرت بعروبة اللواء في معاهدة “سيفر” في 10 آب عام 1920 التي وقعت مع قوات الحلفاء.